كاتب تركي : أردوغان يؤسس للديكتاتورية الدينية وينقلب على “أتاتورك”

رصد  كاتب تركي، تحولات  داخل الدولة التركية وانتهاء مرحلة الدولة العلمانية، وبدأ جمهورية أردوغان تحت “التسلط الديني” والتشدد الإسلامي، معتبرا أنه منذ  فشل إنقلاب يوليو 2017 ، وتركيا تسير إلى جمهورية الخوف والديكتاتورية الدينية.

حرب عفرين

وأكد تقرير “راديو زمانه” نقلا عن “واشنطن بوست” بعنوان” الشرعية علي فراش السلطة” للكاتب التركي الأمريكي، “سونر كاجبتاي “، أن تركيا في عهد أردوغان تنقلب علي مبادئ العلمانية، وتتجه إلي الديكتاتورية الدينية بأسم  أسلم الحياة التركية .

ورصد التقرير  ظواهر  التغول الديني في الحياة التركية، عبر اعتبار الحرب في عفرين السورية ضد الأكراد هو “جهاد” لنصرة الدين  الاسلامي، ليظهر لأول مرة  شعار “الجهاد” في العمليات العسكرية التركية منذ تأسيس تركيا العلمانية علي يد مصطفى كمال أتاتورك، واليوم ينقلب أردوغان علي مبادئ جمهورية أتاتورك ليؤسس “الديكتاتورية الدينية”.

وأضاف” كاجبتاي”، أنه خلال اليومين الأولين من العملية التي بدأت في 20 يناير “أمرت” مديرية الشؤون الدينية التابعة للحكومة كافة مساجد تركيا – التي يقارب عددها 90 ألفًا – بأن تبث سورة “الفتح” عبر مكبرات الصوت من مآذنها. ويُعتبر تعميم الجهاد الذي يجيز استخدام العنف ضد أولئك الذين “يسيء إلى الإسلام”.

قمع باسم الدين

وأضاف الكاتب في رصده لتطورات الوضع في تركيا :”في السنوات الأخيرة، لم يقتصر نظام أردوغان على تقييد الحريات الفردية فحسب، وإنما عاقب أيضا من ” يسيء للإسلام” أو لا يمارسون الشعائر الإسلامية. ومنذ تشرين نوفمبر 2017، قامت الشرطة التركية، تحت سيطرة  حكومة أردوغان، برصد شبكات التواصل الإجتماعي على الإنترنت، واعتقال كل من نشر مواد تعتبر”إهانة للإسلام”، في أكبر قمع للحريات في العالم”.

أسلمة التلفزيون

ورصد الكاتب التركي الأمريكي،  أسلمة التلفزيون ووسائل الإعلام الحكومة، وتكثيف البرامج الدينية، من أجل التأسيس للديكتاتورية الدينية في تركيا، لافتا إلى حديث “رجل الدين التركي”مصطفي أشقر” علي قناة حكومة تركية في يونيو 2016، حيث قال : “أولئك الذين لا يقومون الشعائر والتعاليم الإسلامية هم حيوانات”، معتبرا أنه تهديد لكل من لا يمارس الشعائر الإسلامية من صلاة وصوم وزكاة وجهاد.

وبعيدًا عن الشاشة، أصبح من الشائع أن تقوم الشرطة بتوقيف من ينتقد الإسلام علنًا. فعلى سبيل المثال، خضع عازف البيانو التركي فاضل ساي، المشهور عالميًا، للمحاكمة مرتين؛ بتهمة الاستهزاء بالدين الإسلامي.

أسلمة التعليم:

كما رصد التقرير اسلمة اردوغان لمناهج التعليم في تركيا وتقليص مناهج التي اعتمدت في عهد مؤسس الجمهورية التركية كمال أتاتورك.

وفي مارس 2017، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن الحكومة شرعت فعليا في تغيير المناهج الدراسية معتبرا أن ذلك مرتبط بالهوية والثقافة التركية من جهة وأنه مطلب شعبي من جهة ثانية.

وقد أثار طرح موضوع تغيير المناهج التعليمية في تركيا جدلا واسعا في الفترة الماضية بين مؤيدين ومعارضين يعتبرون أن ذلك يبطن سعي حكومة حزب العدالة والتنمية إلى أسلمة المجتمع عبر مقاعد الدراسة من خلال فسخ البرامج التعليمية التي تتناول تاريخ أتاتورك وعلمانية الدولة التركية.

وأوضح التقرير أن حكومة أردوغان أدرجت رسميا الشعائر والممارسات الدينية في نظام التعليم العام، حيث يجب أن تكون جميع المدارس الجديدة في تركيا  بها مكان للمسجد،  وخلال الأسابيع الأخيرة  طلب مسؤول التعليم الإقليمي في اسطنبول  أخذ طلاب المدارس إلى المساجد لإقامة الصلاة.

معركة الحجاب

والق التقرير الضوء على معركة الحجاب وإلغاء حكومة أردوغان فض الحظر علي النقاب في الأماكن العامة والمؤسسات الحكومة باعتباره حرية شخصية ليكون باب ومدخل لنظام أردوغان وحزب العدالة والتنمية الحاكم من أجل السيطرة على المجتمع عبر مزيدا من ظواهر الأسلمة.

 

فتوي زواج القاصرات:

الأمر لم يتوقف عند “الحجاب” حيث جاءت إصدار مديرية الشئون الدينية التركية “ديانت”، أعلى سلطة دينية فى البلاد، في يناير الماضي، فتوى بالسماح بزواج الفتيات فى سن التاسعة، بدعوى حمايتهن من الدخول فى علاقات جنسية غير شرعية، ليكشف عن مدى مظاهر التسلط الديني في تركيا.

وذكرت “ديانت”، فى بيان، أنها ترى ضرورة تزويج الفتيات فى هذه السن، التى يصبحن فيها قادرات على تولى المهام الزوجية، وإنجاب الأطفال، زاعمة أن الحد الأدنى لسن الزواج ٩ أعوام للبنات و١٢ عامًا للذكور.

واختتم التقرير أن أردوغان يسعي لإنهاء العلمانية في تركيا ، لصالح “الديكتاتورية الدينية” من أجل استمرار  حكمه الديكتاتوري وانهاء أي معارضة لنظامه  لأنه ستحارب الدين.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى