آخر الأخبارسلايدعرب وعالم

كبار العلماء بالأزهر تحسم جدل صلاة الجمعة في ظل وجود كورونا

أفتت هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف بمصر، بجواز إيقاف صلاة الجُمع والجماعات في الصلوات الخمس، لحمايةً الناس من فيروس كورونا المستجد الذي يسبب مرض «كوفيد- 19»، ميرة إلى أن الأجهزة المعنية من حقها أن تمنع الصلاة في المساجد إن رأت في ذلك خير للناس.

 وقالت الهيئة في بيان لها نسرت على صفحتها الرسمية بموقع فيسبوك، اليوم الأحد، إنه وفقا لما أسفرت عنه التقارير الصحية عن سرعة انتشار (فيروس كورونا- كوفيد 19) وتحوُّله إلى وباء عالمي، فإنه كما أن المصاب لا تظهر عليه الأعراض بشكل سريع فإنه يجوز الصلاة في المنزل.

 وأضافت الهيئة في بيانها : «لما كان من أعظم مقاصد شريعة الإسلام حفظُ النفوس وحمايتها ووقايتها من كل الأخطار والأضرار»، فإن الهيئة تحيط المسؤولين في كافة الأرجاء علمًا بأنه يجوز شرعًا إيقاف الجُمَعِ والجماعات في البلاد؛ خوفًا من تفشِّي الفيروس وانتشاره والفتك بالبلاد والعباد.

واستندت الهيئة في حكمها الذي لقي تفاعلا كبير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، على عدد من الأحاديث النبوية وما فعله صحابة النبي محمد، مشيرة إلى أنه يتعين وجوبًا على المرضى وكبار السن البقاء في منازلهم، والالتزام بالإجراءات الاحترازية التي تُعلن عنها السلطات المختصة في كل دولة.، وعدم الخروج لصلاة الجمعة أو الجماعة؛ بعد ما تقرر طبيًّا.

اقرأ أيضا: ضوابط جديدة لـ «أبل» بشأن فيروس كورونا

وقالت الهيئة إنها استدلت على مشروعيَّة تعطيل صلاة الجمعة والجماعات بما روي في الصحيحين: «أن عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ قال لِمُؤَذِّنِهِ فِي يَوْمٍ مَطِيرٍ: إِذَا قُلْتَ: أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، فَلاَ تَقُلْ حَيّ عَلَى الصَّلاَةِ، قُلْ: صَلُّوا فِي بُيُوتِكُمْ، فَكَأَنَّ النَّاسَ اسْتَنْكَرُوا، قَالَ: فَعَلَهُ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي، إِنَّ الْجُمُعَةَ عَزْمَةٌ، وَإِنِّي كَرِهْتُ أَنْ أُحْرِجَكُمْ، فَتَمْشُونَ فِي الطِّينِ وَالدَّحَضِ».

وقالت إن الحديث يدل على الأمر بترك الجماعات تفاديًا للمشقة الحاصلة بسبب المطر، ولا شك أن خطر الفيروس أعظم من مشقَّة الذهاب للصلاة مع المطر، فالترخُّص بترك صلاة الجمعة في المساجد عند حلول الوباء، ووقوعه أمر شرعي ومُسلَّم به عقلًا وفقهًا، والبديل الشرعي عنها أربع ركعات ظهرًا في البيوت، أو في أي مكان غير مزدحم.

 

وقالت الهيئة إنه اعتمادا على الخوف الحاصلٌ بسبب سرعة انتشار الفيروس، وقوَّة فتكه، وعدم الوصول إلى علاج ناجع له حتى الآن،فإن علماء الأزهر الشريف يرون أنه يجوز شرعًا للدولة متى رأت أن التجمُّع لأداء صلاة الجمعة أو الجماعة يُؤدِّي إلى انتشار هذا الفيروس الخطير أن تُوقفهما مؤقتًا.

 

وأشارت إلى ثلاث أمور يجب اتباعها في مثل هذه الحالات.

الأول: وجوب رفع الأذان لكل صلاة بالمساجد، في حالة إيقاف الجمعة والجماعات، ويجوز أن يُنادِي المؤذن مع كل أذان: (صلوا في بيوتكم).

 

الثاني: لأهل كل بيت يعيشون معًا أداءُ الصلاة مع بعضهم بعضًا في جماعة؛ إذ لا يلزم أن تكون الجماعة في مسجد حتى إعلان زوال حالة الخطر بإذن الله وفرجه.

 

الثالث: يجب شرعًا على جميع المواطنين الالتزام بالتعليمات والإرشادات الصادرة عن الجهات الصحية للحدِّ من انتشار الفيروس والقضاء عليه، واستقاء المعلومات من المصادر الرسمية المختصة، وتجنُّب ترويج الشائعات التي تُروِّعُ الناس، وتوقعهم في بلبلة وحيرة من أمرهم.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى