آخر الأخبارتحليلاتسلايد

كمفورت.. مالا تعرفه عن سفينة الرحمة الأمريكية لمواجهة كورونا

 تدخل الولايات المتحدة الأمريكية مع فيروس كورونا مواجهة ضخمة لا تقل عن أي حرب تواجهها لهزيمة الأعداء، لكن ما يغذي من شراسة المواجهة هو أن أمريكا تواجه عدو مجهول غير معروف حتى الآن.

هكذا وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فيروس كورونا، والذي تحول إلى جائجة عالمية سرعان ما تفشت في العالم لتخلف مزيداً من الإصابات والضحايا.

وهو ما جعل الرئيس الأمريكي يحذ مواطنيه من أن الولايات المتحدة مقبلة على مواجهة إسبوعين وصفها بـ  «المؤلمين جداً جداً» على صعيد مكافحة فيروس كورونا قائلا: «أريد أن يكون كل أميركي مستعداً للأيام الصعبة المقبلة».

الرئيس-الأمريكي-في-مؤتمر-صحفي-أمام-سفينة-كمفورت

وتنسجم تلك التصريحات مع اعتراف الرئيس الأمريكي أنه سيخوض حرباً شرسة مع الفيروس في شهر أبريل الذي يحذر منه عدداً من دول العالم أنها سيكون ذروة انتشار الوباء المستجد.

وعلى جانب المواجهة الشرسة تقف سفينة الرحمة الأمريكية، كومفورت وهي تحمل الجيش الأبيض على ضفاف البحر لتتنقل إلى نيويورك للمشاركة في تلك الحرب التي تقودها الولايات المتحدة لمواجهة الجائحة العالمية، لكن السفنية لا تستخدم الأسلحة في مواجهة عدو قلنا قبل ذلك أنه خفي، لذا استعدت بكامل عدتها الضخمة من المعدات الطبية والوقائية لحماية مصابي كورونا من مواجهة مصير الموت.

الرئيس الأمريكي يحيي سفينة كمفورت الأمريكية

أهم التجهيزات الطبية في السفينة

السفينة الضخمة تضم تجهيزات كاملة وتتسع إلى 1000 سرير، إلى جانب أنها تقدم خدمات تطوير إشعاعي ومختبر طبي وصيدلية ومختبر بصريات ووحدتي إنتاج الأكسجين، وهي سفينة تابعة للقوات المسلحة الأمريكية.

السفينة التي تعد مستشفي عائم بامتياز تمتلك قدرات خارقة وجبارة في إسعاف المصابين، بالإمكانيات الضخمة التي تمتلكها، إذ يبلغ ارتفاع السفينة 100 قدم لتصبح مبنى مكون من 10 طبقات، كما يبلغ طولها ما يقرب من 272 مترا، بما يعني أنها تماصل ثلاثة ملاعب كرة قدم وعضرها 106 قدما.

مايك بنس مستشار الرئيس الأمريكي يسلم عل الكوادر الطبية لطاقم سفينة كمفورت

تستوعب السفينة ما يقرب من  70473 طناً من المياه، وهو ما يجبر السفينة على الرسو على مسافة ميل واحد في الشاطيء، كما تبلغ سرعتها 17.5 عقدة أي ما يعادل 20 ميلاً في الساعة.

السفينة العملاقة المتنقلة والمعروفة بـ اسم «و إس إن إس كمفورت»، هي سفينة تابعة للقوات المسلحة الأمريكية، كما يتوافر بها طاقم طبي من مكتب الطب والجراحة التابع للبحرية الأمريكية، لتنطلق إلى نيوريورك العاصمة، بعد أن غاد ت سان دييجو إلى لوس أنجلوس، للتوجه إلى ميناء نيويورك، كما تضم السفينة 1200 من أفراد البحرية والاتصالات الطبية البحرية وأكثر من 70 من أفراد الخدمة المدنية، 5000 وحدة دم، 12 غرفة عمليات مجهزة بالكامل، 1000 سرير.

دعم الحملات العسكرية 

وعلى مدار السنوات الماضية كانت تستخدم السفينة في دعم الحملات العسكرية لمواجهة الأزمات الإنسانية، مما جعلها قاطرة بحرية للإنقاذ في وقت الكوارث البيئة من أعاصير وزلازل، وهو ما جعلها تكتسب سمعة دولية طيبة على مدار أربعة عقود كاملة خاضتها السفينة في جولاتها لمواجهة الكوارث الإنسانية.

ولمن لايعرف عن السفينة، فإن بدايتها لم تكن سفينة طبية، ولكن مهامها بدأت كناقلة نفط عملاقة فئة «سان كليمنتي» تحت اسم «روز سيتي» حين شيدتها الشركة الوطنية للصلب وبناء السفن في سان دييغو عام 1976.

ولكن البحرية الأمريكية قامت بشرائها في عام 1987 مع نقالة بجر عملاقة من الفئة ذاتها بهدف تحويلهما إلى سفينتين طبيتين عائمتين، وأصبح اسم الناقلة الأخرى «ميرسي» وهي التي أصدر ترمب أمراً بنشرها على الساحل الغربي لمساعدة ولاية كاليفورنيا التي ضربها الوباء بشكل أقل حدّة من نيويورك.

غرف العناية المركزة في سفينة كمفورت الأمريكية

أحداث 11 سبتمبر وحرب الكويت

برز دور السفينة في أحداث 11 سبتمبر بعدما قامت بعلاج المصابين من الإنفجار الذي استهدف برج التجارة العالمي، كما كان لها دورا في العمليات العسكرية في حرب تحرير الكويت عام 1990 ضمن عملية عاصفة الصحراء، وتمركزت قرب الكويت، حيث قدمت خدماتها العلاجية إلى 8700 مريض، وهبط على سطحها 2100 طائرة هيلوكوبتر نقلت المرضى والمصابين، وأجريت داخلها 337 عملية جراحية حسب البيانات الصادرة عن سجلات السفينة.

كما بزر دور السفينة «كومفورت» مرة أخرى في الخليج عام 2002 أثناء الغزو الأميركي للعراق وقدمت خدمات طبية مماثلة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى