آخر الأخبارتحليلاتسلايد

لماذا لجأت إيران إلى «دبلوماسية الاستجداء» مع إدارة بايدن؟

مع وصول جوبايدن لسدة الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية، واكتمال الإدارة الأمريكية الجديدة، أطلقت إيران العديد من التصريحات، جاءت بمرة بشكل دبلوماسي، وأخرى بغطرسة؛ والمتعلقة أغلبها بالعلاقات الأمريكية الإيرانية؛ ولكن الملفت للنظر «تصريحات الاستجداء»، التي صدرت عن الرئيس الإيراني حسن روحاني، ومفادها «أن طهران مستعدة لتقديم تنازلات بشأن برنامجها النووي؛ مقابل عودة أمريكا إلى اتفاق 2015».

تصريحات «روحاني» الحاملة لـ «دبلوماسية الاستجداء»؛ كانت في غاية الغرابة، خاصة وأن «تنظيم الملالي» اعتاد على «الغطرسة»؛ في أغلب القضايا بشكل عام، والعلاقات الأمريكية الإيرانية بشكل خاص؛ ليبقى السؤال الأبرز لماذا لجأت إيران مؤخرًا إلى «دبلوماسية الاستجداء» مع أمريكا؟.

الخبير الاستراتيجي العراقي فراس إلياس، لفت إلى أن إيران لا تلجأ إلى طاولة المفاوضات؛ إلا عندما تجد نفسها قاربت الانهيار، مشيرا إلى أن إيران اضطرت إلى اللجوء إلى الاستنجاد بأمريكا في أربعة أحداث فقط، والتي قاربت فيها إيران على الانهيار شبه المؤكد، كان أول هذه المواقف عام 1986. والمعروفة بـ «إيران – وكونترا».

حيث أن الإدارة الأمريكية لـ رونالد ريجان، باعت أسلحة إلى إيران، كانت بأمس الحاجة إليها في الحرب ضد العراق؛ مقابل استخدام نفوذها في إطلاق سراح مواطنين أمريكيين خطفوا في لبنان. وكان مهندس هذه الصفقة، روبرت ماكفارلين، مستشار «ريغان» للأمن القومي، عقب زيارة سرية لطهران.

أما الحدث الثاني، كان في عام 1993، حيث الهروب من الاحتواء المزدوج الأمريكي، وضع السفير الأمريكي الأسبق في إسرائيل مارتن أنديك، سياسة الاحتواء المزدوج ضد العراق وإيران. فبعث الرئيس الإيراني حينها رفسنجاني، رسالة إلى الرئيس الألماني ريتشارد فون فايتسكر، يطلب منه الوساطة مع الولايات المتحدة لاستثناء إيران من هذه السياسة، مذكراً الرئيس الألماني بأن الإيرانيين هم من الجنس الأراي، ولا يجوز معاملتهم بهذه الطريقة، ونجحت بعد ذلك هذه الخطوة، بحيث تحولت الإدارة الأمريكية نحو سياسة الاحتواء المتمايز، ركزت على العراق فقط، وخففت الضغوط على إيران.

وأما القرن الحديث وتحديدًا عام 2002، أدار محمد جواد ظريف، وكان يشغل منصب ممثل إيران في الأمم المتحدة، مفاوضات سرية مع زلماي خليل زادة، الذي أصبح سفير الولايات المتحدة في العراق، وتم الاتفاق خلالها على تقديم تعهدات أمريكية بعد شن أي عملية عسكرية ضد إيران، مقابل تسهيلات استخبارية تقدمها إيران للجيش الأمريكي، وكذلك عدم التعرض للطيران الأمريكي أثناء الحرب العراق.

أما الموقف الأخير، فكان في عام 2015، إذ اضطرت إيران للجلوس على طاولة المفاوضات مع الولايات المتحدة، للتخلص من العقوبات المشددة المفروضة عليها، وقدمت تنازلات في برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات عنها، ونجحت إيران في تحقيق هذا الهدف، عبر اللوبي الإيراني الذي كان محيطاً بالرئيس الأمريكي براك أوباما.

وختامًا، يرى الخبير الاستراتيجي العراقي فراس إلياس، أن «دبلوماسية الاستجداء» التي لجأت إليها إيران في الوقت الحالي تزامنًا مع وصول إدارة جوبايدن لسدة الحكم، ما هي إلى محاولات إيرانية لرفع العقولات الأمريكية أو الحد منها، كما حدث من قبل مع إدارة براك أوباما 2015.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى