آخر الأخبارعرب وعالم

لمقاومة القمع الصيني.. تقارير ترصد فرار جماعي لمتظاهري هونج كونج

بعد الفرار إلى تايوان من الخطوط الأمامية للاحتجاجات في منطقة هونج كونج، عانى أحد المتظاهرين من كابوس متكرر لأشهر، حيث «كان يحلم بأن زملائه يتعرضون للتعذيب من قبل الشرطة، لكنه لم يستطع المساعدة».

ومن خلال تقرير نشرته صحيفة الجارديان البريطانية يستعرض فيه الطرق التي يحاول بها مواطني هونج كونج، الاستمرار في النضال ضد تدخلات الحكومة الصينية في بلادهم ومحاولة قمعهم.

بعد عشرة أشهر من البحث عن ملجأ في تايوان، خف شعور هذا المتظاهر بالعجز وعادت روحه القتالية وبدأ في تنظيم طرق للمقاومة ومساعدة متظاهرين بلاده. حيث أنه من بين العشرات من مواطني هونج كونج السابقين الذين يجدون طرقًا لمقاومة بكين من تايوان.

فمنذ أكتوبر، سمحت تايوان لعشرات المحتجين بالبقاء في الجزيرة، وهي تقدم الآن الدعم لهم للانتقال إلى هناك عندما تفرض بكين قانون الأمن القومي الجديد.

وتقول بكين إن قانون الأمن القومي ضروري للتعامل مع الاضطرابات واسعة النطاق المناهضة للحكومة في هونج كونج، لكن منتقدين يقولون إنها المسمار الأخير في نعش حريات المستعمرة البريطانية السابقة.

وقال أحد المتظاهرين رفض استخدام اسمه الحقيقي أنه لم يعد بإمكان المتظاهرين البقاء في هونج كونج، لذا ما يمكننا القيام به هو نقل قوتنا للخارج. نريد أن نذكر العالم  كله بقضيتنا، لابد أن يقاطع العالم الصين، ويجب أن يسألوا أنفسهم هل يريدوا القيام بأعمال تجارية مع بلد يعامل الناس بشكل سيئ للغاية.

بدأ المتظاهرون الشباب في الفرار إلى تايوان في يوليو من العام الماضي بعد اقتحام مبنى المجلس التشريعي وتكثيف الإجراءات الصارمة التي تشنها الشرطة. ومع عدم وجود طريقة للبقاء بشكل دائم، عاد الكثيرون، لكن النشطاء يقدرون أن 200 متظاهر على الأقل ما زالوا في تايوان.

سمحت السلطات لهم سرا بالبقاء في المدى القصير من خلال تمديد التأشيرات السياحية وتشجيعهم على التسجيل في الدورات الجامعية للحصول على تأشيرات الطلاب. يساعدون بعض المتظاهرين وغيرهم في هونج كونج في إرسال الأقنعة والخوذات والإمدادات الأخرى إلى المتظاهرين في الوطن.

في كنيسة تشي نان بجوار البرلمان التايواني، يتبرع المواطنين في هونج كونج والتايوانيون بالطعام والمشروبات التي يتم تمريرها إلى المتظاهرين الذين يعيشون في تايوان. بينما يقول المتظاهرون أنهم غابوا عن منازلهم، إلا أنهم لا يرون أي طريقة للعودة للوطن خلال المدى القصير، وغالبًا ما يتعين عليهم التعامل مع رفض والديهم لدورهم في الاحتجاجات.

أصبح الرئيس تساي إنج ون، في مايو، أول زعيم حكومي يتعهد بمساعدة مواطنين هونج كونج الراغبين في المغادرة بعد إعلان قانون الأمن القومي. وأكد إنه سيقيم مكتبًا مخصصًا في تايبيه اعتبارًا من 1 يوليو لمساعدة مواطني هونج كونج في الحصول على الإقامة والشركات والمنظمات غير الحكومية للانتقال إلى تايوان.

وقالت تايوان يوم الأربعاء إنها ستخفف القيود على الحدود للسماح للأشخاص القادمين من هونج كونج بالدخول لأسباب إنسانية قبل افتتاح المكتب. وقال المتحدث باسم المكتب الرئاسي التايواني كولاس يوتاكا: “إن تايوان تدين بشدة الصين لإيذاء الديمقراطية وحقوق الإنسان في هونج كونج، وستواصل مساعدة المواطنين في تقديم الدعم والمساعدة العمليين على أساس قوانيننا”.

سيقدم المكتب المساعدة المالية لأولئك الذين يأتون إلى تايوان لأسباب سياسية ، لكن المسؤولين أكدوا أن هذا ليس برنامجًا للاجئين وأن هونج كونج ما زال عليهم الدخول إلى تايوان بشكل قانوني.

تدعي بكين أن تايوان هي بلدها وتتعهد بأن يتم السيطرة عليها بالقوة إذا لزم الأمر. وقال مكتب شؤون تايوان الصيني إن الخطة أظهرت أن حكومة تساي تريد التدخل في شؤون هونج كونج. وقالت إن توفير المأوى لـ «مثيري الشغب والعناصر الذين يجلبون الفوضى إلى هونج كونج سيستمرون فقط في إلحاق الضرر بشعب تايوان».

ويؤكد المؤيدون التيوانيون لدعم متظاهري هونج كونج أنهم لا يساعدونهم فقط، بل إنهم يساعدون في محاربة طاغية يمكن أن يمثل تهديدًا للعالم الحر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى