آخر الأخبارتحليلاتسلايد

أهم العقبات التي تواجه «الزرفي» في العراق.. خبير يرسم التحديات

 كتبت: إسراء عبد التواب

 يبدو المشهد العراقي على صفيح ساخن مع كل تشكيل حكومي جديد، وهذا ما ظهر جلياً بعد إسناد منصب الحكومة إلى عدنان الزرفي من قبل الرئيس العراقي برهم صالح، ويواجه رئيس الوزراء العراقي الجديد جملة من التحديات التي قد تقف عقبة في نجاح دوره في العراق خلال الفترة المقبلة، وسط تجاهل أصوات المتظاهرين في العراق.

فهل يستطيع الزرفي أن ينجح في مهمته أم يلق مصير «علاوي» وماهي أبرز العقبات التي قد تقف في طريقه؟

هاني سليمان، المدير التنفيذي للمركز العربي للبحوث والدراسات، والخبير في الشأن الإيراني، أكد أن «الزرفي» لم يخرج عن الاختيار الإيراني، وهو ما قد يصعب مهمته خلال الفترة المقبلة في ظل رفض المتظاهرين لكل المرشحين اللذين خرجوا من عباءة الأحزاب السياسية والمحاصصة.

وأضاف الخبير في الشأن الإيراني، في تصريحات خاصة لـ «صوت الدار» أن اختيار رئيس الوزراء الجديد جاء وسط سجال، وفي ظل حالة من عدم الاستقرار في البلاد، والتي انقسمت بين شد وحزب بين الأحزاب السياسية، وسط مشهد مختلف تماماً، وهو ما يجعل اختياره يصطدم مع فكرة شروط ساحات التظاهر التي ترفض مرشحي السلطة والأحزاب، وهو ما صعب مهمة «علاوي» وأجبرته على الاستقالة، وجاء هذا الرفض رغبة منهم في حل مجلس النواب واختيار شخصية مستقلة بعيداً عن نظام المحاصصة لتجميد الدستور وإجراء انتخابات تحت إشراف دولي.

ويؤكد «سليمان» أن رئيس الوزراء العراقي سيقف أمامه عدداً من العقبات التي تمثل تحديات كبيرة من بينها..

اقرأ أيضا: تكليف عدنان الزرفي لتشكيل الحكومة العراقية خلفا لـ «علاوي»

أزمة ميليشيات الحشد الشعبي

تمثل الميليشيات في العراق والتي تنطوي تحت لواء الحشد الشعبي وفقاً للخبير الإيراني، أهم العقبات التي قد تمنع رئيس الوزراء الجديد من خلق توافق عراقي، في ظل حالة الخصام بين ساحات التظاهر وتلك الميليشيات التي تورطت في قتل المتظاهرين، وهو ما يفرض على «الزرفي» تحدي، هل سيخضع لإملاءات الميليشيات أم ينتصر إلى الشعب العراقي ومطالب المتظاهرين؟.

اقرأ أيضا: هل شاركت بريطانيا في استهداف معسكر التاجي بالعراق؟

بالإضافة إلى مدي قدرته على ترويض تلك الميليشيات، وهو ما يفرض عليه أيضا الدخول في توافقات سياسية، خاصة وأنه يمثل امتداد لنفس الخيارات الإيرانية ولم يبتعد عنها كثيراً 

-مقاومة الفساد

يستكمل «سليمان» أن مقاومة الفساد هي من أكبر العقبات التي تقف أمام رئيس الوزراء العراقي خلال الفترة الماضية، وسط الشبهات التي تحيطه بتورطه في الفساد أيام توليه محافظة النجف، فهل سيضع برنامجاً لمواجهة الفساد؟، خاصة وأنه قد يطال بعض القيادات البارزة في المشهد العراقي، والتي تورطت في ملفات فساد، وتابعة لإيران، وهو ما يفرض عليه اختيارات صعبة، في ظل الشبهات التي تلاحقه من كونه مزدوج الجنسية وليس خالص الولاء للعراق بشكل تام، إلى جانب انتمائه إلى كتلة حيدر العبادي التي لديها امتداد وصلة بإيران، وساهمت في تدمير العراق خلال الفترات الماضية، وقادته إلى مشهد عبثي.

مطالب ساحات التظاهر

تمثل تلك الساحات من قبل الخبير الإيراني تحدي كبير أمام حكومة «الزرفي» لأن عليه أن يكسب ثقة المتظاهرين بتحقيق مطالبهم، وفتح تحقيقات لمحاسبة المتورطين في قتلهم في ساحات التظاهر، وهو ما سيقوده إلى الاصطدام بوجود قيادات من الحشد الشعبي متورطه في قتلهم، فهل يستطيع أن يقدمهم للمحاكمة؟، أم سيغض الطرف عنهم ويصبح أداة في يد إيران.

-القضاء على المحاصصة

تنضم تلك عقبة وتحدي كبير أمام رئيس الوزراء الجديد، فهل سينجح في إدارة المشهد السياسي؟ ورفض فكرة المحاصصة التي تعتمد على الطائفية، ورفض التكتلات وسط أمواج كبيرة من التيارات السياسية المتشابكة مصالحها مع بعض القوى الإقليمية ومن بينها إيران، والتي تضم كلاً من كتلة سائرون والوطنية وأم النصر، فهل يمتلك رئيس الوزراء الإرداة الكاملة لفك ارتباط تلك المصالح أم سيكون جزءا من الأداة الإيرانية؟

وأضاف الباحث أن العراق يفرض تحديات تتعلق بتصاعد حسم  الخلافات السياسية في المشهد العراقي، والتي تحولت إلى جُرح غائر في الفترة السابقة، لمحاولة إيجاد بيئة سياسية ترض بتوافق شعبي، ومثلت خلال الفترات الأخيرة أكبر الإشكاليات التي واجهت العراق من أجل تحقيق الاستقرار.

مواجهة كورونا وتعزيز الوضع الصحي

يعاني العراق من أزمة انتشار فيروس كورونا، وهو ما يفرض على العراق وفقا لـ الباحث جملة من التعزيزات الصحية التي يجب على رئيس الوزراء العراقي الجديد أن يتبعها، والتي ستصطدم بالمصالح الإيرانية، فعليه أن يتخذ قرارات حاسمة في غلق الحدود أمام الزيارات اتلي يقوم بها قادة إيران إلى العراق من أجل الحفاظ على صحة شعبة، وعدم نقل المصابون من إيران إلى العراق، فهل ينجح رئيس الوزراء في ذلك أم سيفتح المعابر والحدود أمام زيارات إيران السرية؟ وسط رفضها ختم الجوازات للمسافرين.

-معالجة الأزمات الاقتصادية

تمثل تلك الأزمات أكبر العقبات التي يجب على رئيس الوزراء العراقي أن يتجاوزها، وإلا سقط في فخ الفشل الذي واجهه «علاوي»، ووفقا لـ الباحث فإن الموارد الاقتصادية في العراق باتت تُقسم على أسس اقتصادية، وهو ما جعل الشعب العراقي ينتفض لرفض غياب العدالة في توزيعها، وهي أزمة يجب على رئيس الوزراء مواجهتها بحسم، وأن يحاول الانحياز إلى الشارع وقيادة حرب حقيقة على الفساد الذي قد يطول قيادات عراقية معروفة بإنتمائها إلى إيران.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى