آخر الأخبارتحليلات

محلل سياسي تركي يكشف في حواره لـ«صوت الدار» طرق أردوغان لتمويل التنظيمات الإرهابية

يتخذ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من التنظيمات الإرهابية حماية ودعم له في تنفيذ أطماعه في منطقة الشرق الأوسط، حيث تتأكد هذه الأطماع يوما تلو الآخر في سوريا والعراق وليبيا، وبالرغم من جميع الدلائل والبراهين حول علاقته بقيادات داعش وجبهة النصرة إلا أنه يخرج كل فترة زمنية بتصريحات تدين الإرهاب الذي يرعاه ويزعم أنه يحاربه.

المحلل السياسي التركي جودت كامل تحدث لـ«صوت الدار» عن أساليب أردوغان لتمويل ودعم التنظيمات الإرهابية التي تنشط في شمال وشرق سوريا برعاية أردوغان ودلائل تؤكد دعم الرئيس التركي للإرهاب في المنطقة مستغلا سلطته.

وإلى نص الحوار،،،

  • ما السر وراء قرار أردوغان بترحيل الدواعش إلى بلدانهم في هذا التوقيت تحديدا؟

قيادات وعناصر تنظيم داعش الإرهابي، في حماية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وعندما اتخذ قرار ترحيلهم إلى بلادهم يعلم جيدا أن هذه الدول يطبق فيها القانون، فعند عودة هؤلاء الدواعش سيمثلون أمام المحكمة لكن لن يستطيع القضاء أن يتهمهم بدليل ملموس، فكل الدلائل لدى السلطات التركية، وبالتالي سيطلق سراحهم وسيقوم أردوغان بتوظيفهم في المستقبل لأي أغراض استخباراتية أو إرهابية في بلدانهم، وعلى سبيل المثال تعتبر قضية شاحنات استخبارات تركيا الأشهر في هذا السياق، حيث أوقف النائب العام شاحنات زعم سائقوها أنهم يحملون مساعدات إنسانية تابعة للاستخبارات التركية ويتوجهون بها إلى سوريا، لكن هذا كان بدون إذن أو تصريح.

  • وما الذي آلت إليه هذه القضية؟

حدثت أزمة كبيرة بعد قرار النائب العام الذي أمر بفتح الشاحنات وتفتيشها من قبل الأمن في إحدى المحافظات الحدودية التركية، واكتشف بعد ذلك أن تلك الشاحنات لا تحتوي على أي مساعدات بل أسلحة، ما جعل أردوغان يتدخل شخصيا ويجري اتصالا هاتفيا بالمحافظ الذي أصدر أمرا باعتقال النائب العام وقوات الأمن التي قامت بتفتيش الشاحنات، وحينما ذهب الإعلاميين إلى تركمان سوريا اتضح أن الشاحنات لم تصل.

وتم الكشف بعد ذلك عن أن هذه الشاحنات وصلت إلى تنظيم داعش الإرهابي، حيث بعد شهرين تقريبا تسرب تسجيلا صوتيا لرئيس الاستخبارات التركية هاكان فيدان، الذي أكد دخول الشاحنات إلى سوريا بطريقة رسمية للدواعش حتى يقصف عناصر داعش أجزاء حدودية لتركيا وتصبح ذريعة للجيش التركي من أجل الدخول إلى شمال وشرق سوريا، واتضح الأمر في عام 2014، حيث سجل النائب العام الذي تم اعتقاله جميع الأرقام الخاصة بالشحنات، وحين العثور على الصواريخ الساقطة في الأراضي التركية، وجدت أنها تحمل نفس الأرقام الكودية التي سجلت في الشاحنة.

  • ما أطماع أردوغان في مناطق الشمال والشرق السوري؟

أرى أن رجب طيب أردوغان يلعب دورا خطيرا فيما يسمى مشروع الشرق الأوسط الكبير، والذي عرقله بإرادته لمدة عامين، فهو يسعى لتصفية بعض الشعوب والعرقيات في مناطق جنوب تركيا وشمال وشرق سوريا وتأسيس دولة كردستان الكبرى على الخريطة تتبع جغرافيا أردوغان حيث ستضم الأكراد والتركمان وهذا ما حدث بالفعل في العملية العسكرية العدوانية الأخيرة على شمال وشرق سوريا، حين هجر الجيش التركي والفصائل الإرهابية الموالية له والمدعومة من أنقرة أكثر من نصف مليون كردي من مناطقهم.

  • لماذا لم يعد أردوغان مهتما بفتح قضايا فساد جديدة ضده؟

لم يعد رجب طيب أردوغان يخاف من ملف الفساد في تركيا، حيث أصبح برعاية أجهزة الرقابة التابعة له، لأنه سيطر على المركز القومي للحسابات، لاسيما بعد إبعاد الموظفين الشرفاء عنه، فعلى سبيل المثال، بعد محاولة الانقلاب الفاشلة ألقي القبض على نائب المركز القومي لأنه فضح بعض ملفات الفساد لردوغان وبعض الوزراء والمسؤولين في الحكومة، ومنذ عام 2016 وأي مسؤول حزبي صغير تابع للعدالة والتنمية في أي مدينة لا يستطيع أحد محاسبته، وهناك وقائع عديدة لإهانة محافظين على يد كوادر حزبية، فالفساد يستشري في المحليات أيضا بمساعدة حزب أردوغان.

  • كيف يمول الرئيس التركي هذا العدد الكبير من التنظيمات الإرهابية؟

الجميع يعلم جيدا أن أردوغان يتولى الإنفاق على الجماعات والتنظيمات الإرهابية في سوريا وتحديدا داعش وجبهة النصرة، وبالرغم من الروايات العديدة إلا أن روسيا سجلت عبر القمر الصناعي سرقة النفط في مناطق الأكراد على أيدي تلك الجماعات الإرهابية ويتم تهريبه عبر الحدود إلى تركيا، حيث يقوم أردوغان بعمليتي الشراء والتسويق لهذا النفط منذ عدة أعوام، ويأخذ نسبة كبيرة من عوائده التي لا تدخل خزينة الدولة التركية وبالتالي تحول على حسابات خاصة به ونجله بلال وصهره.

 

 

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى