آخر الأخبارتحليلاتسلايد

فادي عاكوم: لبنان وحيداً ومتروكاً لعصابات حزب الله

كتبت: إسراء عبد التواب

 أشعل مناقشة البيان الوزاري للحكومة اللبنانية الغضب بين المحتجين اللبنانيين الرافضين لحكومة حسان دياب، لرفض منح الثقة لها.

ودفع هذا الرفض المتظاهرون إلى التوجه إلى ساحات مجلس النواب، محاولين اقتحام الحواجز الخرسانية للوصول إلى المجلس لمنع الجلسة البرلمانية، مما أسفر عن مواجهات واشتباكات كبيرة مع قوات الأمن اللبناني.

وتجددت المواجهات مع غضب وغليان الشارع اللبناني من الحكومة اللبنانية، التي أجمع مراقبون أنها صارت لعبة في يد حزب الله اللبناني، وهو ما أشعل فتيل الأزمات الداخلية، وسط تصاعد التدهور الاقتصادي في البلاد، وهو ما دفع اللبنانيون إلى رفع شعار «لاثقة» ردا على الجلسة البرلمانية التي عقدت اليوم، الثلاثاء لمنح الثقة إلى حكوم حسان دياب.

وتسببت المواجهات العنيفة بين المتظاهرين والمحتجين إلى إصابة 26، إذ أعلن الصليب الأحمر، نقل هذا العديد إلى المستشفيات إلى جانب إسعاف ما يقرب من 175 مصابا في محيط مجلس النواب على أثر الاشتباكات العنيفة التي اندلعت بين المحتجين والقوات الأمنية.

وهو ما يلقى يثقله على المشهد اللبناني الذي تهمين عليه الأزمات المالية، وسط مخاوف من عزوف الأصدقاء الدوليين عن منح المساعدات اللازمة لـ لبنان لتخطيه الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تمر بها، وهو ما يسرع من وتيرة الإنهيار الاقتصادي، ويدخل لبنان في عزلة على حد وصف عددا من المراقبون.

فادي عكوم، المحلل السياسي اللبناني، حمل حزب الله الأزمة السياسية والاقتصادية التي تمر بها البلاد، معبرا عن أسفه من تحول لبنان إلى المشهد الفوضوي، الذي انعكس على الصعيد السياسي الداخلي.

وأضاف «عاكوم» في تصريحات خاصة لـ «صوت الدار» أن تدخل حزب الله في مفاصل الدولة اللبنانية عزز تلك الفوضى المستشرية في البلاد، نظرا إلى إحكام قبضته على الحكومة اللبنانية، وسيطرته على الرئاسات الثلاث، وهو ما فاقم من اتساع الأظمة السياسية.

وأعرب المحلل السياسي اللبناني، عن مخاوفة الكبيرة من العزلة التي بات حزب الله يضع الحكومة اللبنانية فيها، وهو ما تسبب في إبعادها عن الدعم العربي والدولي، في ظل سيطرته على الحزب، وهو مصنف على قوائم الإرهاب، إلى جانب عزوف الأصدقاء الدوليين لـ لبنان عن مساعدتها ماديا، لوضعها شروطا ترتبط بالقرار الأممي لعام 1917، والذي يلزم بنزع سلاح الميلشيات الإرهابية والمقصود به حزب الله.

واستطرد المحلل اللبناني أن كل الشواهد السابقة تجعل لبنان وحيدً ومتروكاً لعصابات حزب الله، وسط تتصاعد المخاوف من أن يلجأ خلال الفترة المقبلة إلى الدعم التركي والقطري، بعد أن كان يلقى دعما عربيا بقيمة 6 مليون دولار من المساعدات العربية من كلا من الإمارات والسعودية، إلى جانب عزوف الدول الأوربية عن منحه المساعدات الإنسانية المرهونة بشروط الاتحاد الأوروبي، وهو ما أدي إلى تجميد 11 مليون دولار.

وحول المخاوف من اندلاع حرب أهلية على خلفية الرفض الشعبي للحكومة الجديدة، وتمسك حزب الله بها، قال «عاكوم» أن حزب الله حاول بشتى الطرق أن يجر الشارع اللبناني إلى الحرب الطائفية لكنه لم ولن ينجح، لأن أحزاب كبرى تدعم مطالب الشعب اللبناني في مقدمتها تيار المستقبل إلى جانب حزب القوات اللبنانية، وعددا من نشطاء الطائفة الشيعية والدروز، وجميعهم لديهم موقفا رافضا لتحويل المواجهات إلى عنف طائفي كما يريده حزب الله أن يكون.

وحذر المحلل السياسي اللبناني من المتاهة الكبيرة التي باتت تعيشها بلاده في الوقت الحالي في ظل سيطرة حزب الله على مفاصل الحكومة، وتدخله في اختيار الوزراء، ورفض مطالب المتظاهرين بضرورة تشكيل حكومة مستقلة بعيدا عن سيطرة حزب الله وحركة أمل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى