مسؤوليات منتظرة.. هوية رئيس حكومة تونس تنتظر قرار قيس سعيد ما بين «العباسي ويعيش»
تلقى الرئيس التونسي قيس سعيد – على مدار ما يربو على الشهر ونصف الشهر – انتقادات من المتضررين من القرارات التي اتخذها في 25 يوليو الماضي، وجمد فيها البرلمان مع حل الحكومة، إلا أن سعيد ظل صامدًا متجاهلًا كافة الأصوات المطالبة بإعلان خارطة طريق، قائلًا باستنكار: «من يتحدث عن الخرائط فليذهب لكتب الجغرافيا وينظر في البحار والقارات».
المسار الذي اتخذه الرئيس التونسي خلال الفترة الأخيرة، والذي ركز فيها على ملف الفساد والوضع الصحي للحدِّ من انتشار فيروس كورونا، يقترب اليوم من الاستقرار على اسم الشخص الذي سيكلف بتشكيل الحكومة.
هوية رئيس الحكومة
واتفاقًا مع التكهنات التي توقعت أن يكون رئيس الحكومة المنتظر رجل اقتصاد، لمعالجة الوضع المتأزم، كشفت تقارير تونسية عن اسم رئيس البنك المركزي مروان العباسي، كمرشح أقرب للمنصب، ومعه حلت أسماء وزيري المالية السابقين حكيم الحمودي ونزار يعيش.
وكان سعيد، تعهد في تصريحات إعلامية، بأن يكون تشكيل الحكومة قريبًا، مؤكدًا أن هدفه هو اختيار رئيس حكومة لا شائبة عليها.
مسؤوليات منتظرة
ويعتبر اختيار سعيد، لرئيس الحكومة مهمة ليست سهلة، حيث أن حجم المسؤوليات المنتظرة الحكومة تدعو للتأني في اختيار القادرين على حملها.
كما أن الملفات التي تحتاج إلى تحريك من قبل الرئيس كثيرة وخطيرة، مبررًا ذلك بقرار تمديد فترة تجميد البرلمان، واستغراق كل هذا الوقت في اختيار حكومة.
مروان العباسي
ويحمل رئيس البنك المركزي التونسي مروان العباسي درجة الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة باريس الأولى، بانثيون السوربون، وهو خبير اقتصادي أول بالبنك الدولي منذ يناير 2008، وأشرف على تنسيق البرنامج القطري لليبيا في البنك.
وفي عام 2012، تم تعيينه مديرًا لشؤون مكتب البنك الدولي في ليبيا، وسبق له العمل مستشارًا أول في المعهد العربي لمديري الأعمال، وخبيرًا لدى المعهد التونسي للدراسات الإستراتيجية، ومستشارًا اقتصاديًّا لوزارة التجارة والسياحة والصناعات التقليدية المكلفة بتنفيذ مشروع تنمية الصادرات الذي يموله البنك الدولي.
يحمل درجة أستاذ مساعد في الاقتصاد وتم تعيينه أستاذا في جامعة قرطاج عام 2007، وعمل مستشارًا اقتصاديًّا للعديد من المنظمات الوطنية والدولية، ولديه خبرة دولية في سياسات إدارة الأعمال والتمويل.
وحصل على إشادة فخرية لتفوقه في التدريس والبحث في مجال التنمية الاقتصادية والتمويل، ونشر العديد من مقالاته في المجلات الاقتصادية المشهورة، وشارك في نشر العديد من الأعمال.
وفي عام 2018، عُيِّن مروان العباسي محافظًا للبنك المركزي التونسي، ومنحته شركة جلوبال ماركتس جائزة أفضل محافظ بنك مركزي بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في عام 2019م.
نزار يعيش
أما وزير المالية السابق نزار يعيش، فهو اقتصادى تخرج من المدرسة المركزية بباريس (1995/ 1998)، وشغل منصب مدير تنفيذي باتصالات تونس، ومدير عام مكتب استشارات دولية في الإستراتيجيات والتقنيات الحديثة، ومستشار في عدد من مكاتب الدراسات في دبي وباريس، وهو مختص في إدارة المشاريع وشريك بـ«بي دبل يو سي».
ويعرف نزار يعيش بمواقفه الصارمة من الفساد، وسبق أن قدم مجموعة من المقترحات والتصورات لحلول وإصلاحات لمساعدة تونس في الأزمة الاقتصادية الراهنة.
