آخر الأخبارتحليلاتسلايد

مقتل «الصحراوي».. ضربة قاصمة لـ «داعش» في إفريقيا و«البرناوي» خليفة منتظر

كشف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مؤخرًا عن مقتل زعيم تنظيم «داعش في الصحراء الكبرى» عدنان أبو وليد الصحراوي، في عملية للقوات الفرنسية بمنطقة الساحل الإفريقية.

وأشاد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان بقوات بلاده، واصفًا عدنان أبو وليد بأنه «عدو الشعب الأول».

عدو الشعب الأول

وقال ماكرون، في تغريدة عبر حسابه على موقع التدوينات القصيرة «تويتر»، أن «عدنان أبو وليد الصحراوي، زعيم تنظيم داعش في الصحراء الكبرى، تم تحييده من قبل القوات الفرنسية.. هذا نجاح آخر كبير في معركتنا ضد الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل».

وقالت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورنس بارلي إن عملاء الجيش والمخابرات ساهموا في مطاردة طويلة الأمد لزعيم «داعش»، والتي وصفتها بـ الضربة الحاسمة للتنظيم.

فيديوجراف | عدنان أبو وليد الصحراوي.. زعيم داعش الذي اصطادته فرنسا

ووفقًا لبيان صادر عن متحدث باسم الرئاسة الفرنسية، فإن الصحراوي كان مسؤولًا عن هجمات جبانة وقاتلة استهدفت المدنيين وقوات الأمن في النيجر ومالي وبوركينا فاسو، وأضاف البيان أن الصحراوي أصدر في أغسطس 2020، أمرًا شخصيًّا بقتل 6 من العاملين في المجال الإنساني الفرنسيين وسائقهم ومرشدهم.

وكان الصحراوي يشكل منذ أكثر من سنة ونصف السنة الهدف الرئيسي لباريس وحلفائها في الساحل باعتباره أعتى قادة الإرهابيين في المنطقة.

https://soaldar.com/article/%D8%B9%D8%A8%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D8%B5%D8%B1-%D9%82%D8%B1%D8%AF%D8%A7%D8%B4-%D8%B2%D8%B9%D9%8A%D9%85-%D8%AF%D8%A7%D8%B9%D8%B4

من هو الصحراوي؟

وولد الصحراوي الأربعيني الذي كان يضع عمامة سوداء على ما تظهر الصور القليلة له، في الصحراء المغربية، وكان عضوًا في جبهة بوليساريو التي تطالب باستقلال تلك المنطقة.

وأمضى جزءًا من شبابه في الجزائر، حيث انضم إلى صفوف الجماعات الإسلامية المسلحة على ما يفيد عدة خبراء، وشارك في العام 2011 بتشكيل حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا.

وبرزت هذه الحركة خصوصًا من خلال خطف إسبانيين اثنين وإيطالية في أكتوبر 2011 في مخيم للاجئين الصحراويين قرب تندوف في جنوب غرب الجزائر.

https://soaldar.com/article/%D8%A5%D9%86%D9%81%D9%88%D8%AC%D8%B1%D8%A7%D9%81-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%A7%D8%AF%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B1%D9%87%D8%A7%D8%A8-%D9%84%D9%8A%D8%A8%D9%8A%D8%A7

ضربة قاصمة

ونشر المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب، أن مقتل عدنان أبو الوليد الصحراوي سيكون له تداعيات مختلفة على تنظيم داعش في الصحراء الكبرى، كونه شخصية قيادية لها علاقات عديدة في المنطقة، ويتمتع بخبرات قتالية، وله العديد من الأتباع، وسوف يمضي الكثير من الوقت ليتمكن التنظيم تعويض الصحراوي بشخصية تحمل نفس المواصفات.

أن تنظيم القاعدة (جماعة نصرة الإسلام)، التي تضم أكبر تحالف من الجماعات الإرهابية سوف تستفاد من غياب الصحراوي المنافس اللدود لها، وسوف توسع من نشاطها ونفوذها في مناطق الصحراء الكبرى والساحل الأفريقي، مستغلة هشاشة الأوضاع الأمنية في الدول الإفريقية، وسوء الأوضاع الاقتصادية، لتوسع انتشارها هناك، وتجنيد عناصر جديدة إلى صفوفها.

https://soaldar.com/article/%D8%A5%D9%86%D9%81%D9%88%D8%AC%D8%B1%D8%A7%D9%81-%D8%A3%D9%88%D9%84-%D9%82%D8%A7%D8%A6%D8%AF-%D8%A3%D8%B3%D9%88%D8%AF-%D8%B3%D9%84%D8%A7%D8%AD-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%88-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1%D9%83%D9%8A

والشاهد على وجود هذا التحدي هو سعي التنظيم المركزي لإعادة الروح لخطابه المتطرف الذي كان قد تراجع بسبب الخلافات بين أيمن الظواهري وأبو بكر البغدادي، والحرب على الإرهاب في أفغانستان ومنطقة القبائل في باكستان والعراق.. إلا أن الانسحاب الأمريكي من أفغانستان وعودة حركة طالبان الى السلطة في كابل وتجديد بيعة القاعدة لحركة طالبان في آخر تسجيل لأيمن الظواهري مؤشر على أن تنظيم القاعدة عازم على العودة الى المشهد الأمني الدولي بقوة في العديد من مناطق العالم.

خليفة الصحراوي

وبرز في الآونة الأخيرة اسم زعيم جماعة بوكو حرام أبو مصعب البرناوي ليكون خليفة للصحراوي في قيادة داعش بغرب إفريقيا، وكان البرناوي قد خلف أبو بكر شيكاو الذي قتل على يد عناصر داعش بعد خلاف على أيديولوجية وأسلوب التنظيم في العمليات الإرهابية.

https://soaldar.com/article/%D9%85%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%B3%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D8%AD%D8%B4%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D8%B7%D8%A9-%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86

و«البرناوي» هو نجل محمد بن يوسف، مؤسس جماعة بوكو حرام، وواصل نشاطه داخل الجماعة وأصبح قائدًا عسكريًّا فى التنظيم.

وتتوقع التقارير الأمنية والاستخباراتية أن التنظيمات الإرهابية النشطة في منطقة الساحل الغربي لإفريقيا، ستتوحد على الأغلب تحت قيادة ما بات يعرف باسم «ولاية داعش في غرب أفريقيا»، ما سيزيد من صعوبة مواجهة التنظيم الإرهابي هناك، لا سيما مع استعداد القوات الفرنسية للانسحاب من مالي مطلع العام المقبل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى