آخر الأخبار

لإخفاء فساده.. معارض تركي يكشف لـ«صوت الدار» الأسباب الحقيقة لمساعي أردوغان حسم انتخابات البلدية

كشف معارض تركي عن الاهتمام الكبير من قبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لكسب الانتخابات المحلية، أنها تشكل مورد مالي كبير لأردوغان وأقاربه، وهو يخشى انكشاف فساده في البلديات.

وارجع المعارض التركي، تورغوت أوغلو، أن اهتمام بالانتخابت المحلية وخاصة المدينة الكبرى واسطنبول على وجه الخصوص، لأن البلديات تشكل احد اوجه التي يحصل أردوغان على أموال كبيرة، فالبلديات مصدر مالي كبير أردوغان في اطار عمليات الفساد التي تشهدها البلديات وخاصة اسطنبول التي يسيطر عليها حزب العدالة والتنمية منذ 26 عاما.

وضاف أغلو لـ«صوت الدار» أن أردوغان يكسب أموال كثير من البلديات نسبة تذهب إلى «جيب» أردوغان ونسبة تذهب إلى «جيوب» أقاربه.

ورأى المعارض والمحلل التركي، أن أردوغان سيكسب الانتخابات ولكن بالتزوير وليس وفقا لارادة الناخبين الحقيقة.

وأضاف أن أردوغان  يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا في حسد الانتخابات بطريقة غير شرعية، وهو لن يتنازل عن هذه الفوز بها.

ولفت إلى ان هناك صعوبات في المدن الكبرى كأنقرة واسطنبول  أمام أردوغان ولكن التزوير سيكون الورقة الأهم لحسم الانتخابات لصالح حزب العدالة والتنمية.

وكشف مؤشر الفساد الدولي الصادر، مؤخرا، تفاقم الفساد في تركيا، وسط مخاوف من أن تؤدي قبضة  الرئيس رجب طيب أردوغان الحديدية إلى تفاقم الظاهرة في البلاد.

وحلت تركيا في المركز 78 عالميا ضمن مؤشر الفساد، ولا يشكل هذا التصنيف مفاجأة بحسب الموقع التركي، فمنذ 2012، لا تسير أحوال الديمقراطية على ما يرام في تركيا، بعدما دخلت البلاد في حملة شرسة ضد الأصوات المخالفة؛ سواء تعلق الأمر بمعارضين سياسيين أو بكتاب وصحفيين وناشطين مدنيين.

ويصنف مؤشر الفساد الدول، من خلال سلم يبدأ من الصفر التي يُمنح للأكثر فسادا، أما نقطة المئة، فتُعطى للبلدان التي تحظى بشفافية، وتشمل القائمة 180 بلدا في العالم.

وفي ديسمبر 2013، اهتزت تركيا على وقع فضيحة فساد مدوية بعدما ظهر أن عدد من رجال الأعمال والمسؤولين الحكوميين شاركوا في عمليات لغسيل الأموال في محاولة للالتفاف على عقوبات أميركية ضد إيران.

وأدت الفضيحة إلى اعتقال نحو 52 شخصا على صلة بـحزب العدالة والتنمية الحاكم، ومن بينهم وزيران ورجل الأعمال التركي الإيراني، رضا زراب.

وحاولت السلطات التركية، حينها، أن تطوي الملف، فقامت بتسريح 350 شرطيا متورطا في الفضيحة من خلال مرسوم حكومي، وأدان أردوغان الذي كان رئيسا للوزراء ما وصفه بـ«انقلاب قضائي» ضده.

لكن التعامل مع الفساد بهذه الطريقة «الحازمة»، لن يستمر طويلا بعدما اعتبر أردوغان اعتقال أعضاء في حزبه بمثابة مؤامرة ضده، وفي يوليو 2016، تم استغلال محاولة الانقلاب الفاشلة لأجل ضرب كل من يشير بالأصبع إلى مكمن الخلل في إدارة البلاد.

وعقب هذا التحول، تخلت تركيا عن نظام الحكم البرلماني ودخلت في آخر ذي طبيعة رئاسية، عقب استفتاء شعبي فاز فيه أردوغان بفارق ضئيل جدا.

وبدأ أكثر من 57 مليون ناخب تركي الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات المحلية التركية اليوم، في أول انتخابات من نوعها بعد إقرار النظام الرئاسي.

وسيدلي الناخبون بأصواتهم في 194 ألفا و390 صندوقا انتخابيا، موزعين على جميع أنحاء ولايات تركيا الـ81، لاختيار القائمين على الإدارات المحلية للولايات والأحياء والقرى في البلاد، لولاية مدتها 5 سنوات.

وسيستمر التصويت من السابعة صباحا وحتى الرابعة عصرا بالتوقيت المحلي في الولايات الشرقية لتركيا، ومن الثامنة صباحا وحتى الخامسة عصرا في عموم ولايات البلاد الأخرى.

ويخوض هذا السباق 1389 مرشحا عن 12 حزبا سياسيا بمن فيهم مرشحون مستقلون، للظفر برئاسة 30 بلدية مدينة كبرى، و51 بلدية مدينة، و519 بلدية أحياء ضمن المدن الكبرى، و403 بلديات أقضية و386 بلدية ناحية.

 

كما ينتخب الأتراك اليوم مخاتير آلاف الأحياء والقرى، و227 ألفا و624 عضوا للمجالس المحلية وهيئات المخاتير في البلديات.

ومن المقرر أن يبدأ فرز الأصوات اعتبارا من الساعة 16:00 في المناطق التي يكون التصويت فيها بين الساعة السابعة والرابعة، وفي الساعة 17:00 في المناطق التي يكون التصويت فيها بين الثامنة والخامسة عصرا.

وتشير التوقّعات إلى فوز مريح ليلدريم في إسطنبول، بينما تظهر استطلاعات الرأي تقدّم مرشح حزب الشعب الجمهوري منصور ياواش على مرشح «العدالة والتنمية» أوزهسكي في أنقرة، وأن المعركة بينهما لن تكون سهلة على الإطلاق.

وفي الأيام الأخيرة سلطت وسائل الإعلام، التي بات 95 في المائة منها تقريباً موالياً لحزب «العدالة والتنمية» الحاكم، الضوء بكثافة على قضية تزوير قيل إن ياواش لعب دوراً فيها. وردّ حزب «الشعب الجمهوري» متّهماً الإعلام الموالي للحكومة بأنه يحاول بشتى السبل تلطيخ سمعة ياواش بعدما أظهرت استطلاعات الرأي تفوّقه على مرشح «العدالة والتنمية».

وناشد المنتمين لحزبي العدالة والتنمية والحركة القومية التصويت لتحالف الشعب «لتفويت الفرصة على الأحزاب الأخرى للنيل منه»، قائلاً: «علينا أن نوجه لهم صفعة عثمانية في تلك الانتخابات، علينا ألا نفقد الأصوات، ونتحد جميعاً». واتهم تحالف الأمة المعارض بـ«دعم التنظيمات الإرهابية».

وأظهرت نتائج أحدث استطلاع للرأي شمل عدداً من المدن التركية الكبرى تفوق مرشحي تحالف المعارضة في معظمها على منافسيهم من مرشحي تحالف الشعب، وخسارة حزب العدالة والتنمية العاصمة أنقرة، ومدينتي إسطنبول وأنطاليا.

ولا يعد هذا الاستطلاع هو الأول من نوعه، الذي يظهر تراجع شعبية الحزب الحاكم في المدن الكبرى بتركيا، إذ سبق أن كشفت استطلاعات مماثلة الأزمة الحقيقية التي أصابت شعبية الحزب الحاكم نتيجة سياسات أردوغان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى