عرب وعالم

مهدي عقبائي لـ«صوت الدار»: نظام الملالي قائم على القمع والإرهاب.. والحل إسقاطه

في حوار خاص مع «صوت الدار» أكد مهدي عقبائي عضو المجلس الوطني للمقاومة الإیرانیة، أن الطريق الوحيد لإنهاء الإرهاب والفوضى في المنطقة هو الإطاحة بنظام ولاية الفقيه، مضيفا أن اتساع رقعة التظاهرات تشير باقتراب سقوط نظام الملالي في البلاد، إلى نص الحوار.

*كيف ترى التظاهرات العمالية والشعبية في إيران ضد نظام الملالي؟

قبل أن أرد على سؤالكم أود الإشارة‌ إلی المظاهرات الأخیرة‌ للمزارعين في مدینة‌ ورزنه بأصفهان حیث احتشد آلاف من مزارعي صباح يوم أمس الجمعة، وانطلقوا في مسيرة، احتجاجاً على رفض النظام منحهم حصتهم من المياه وکانوا يهتفون: «كل من يتحدث عن الحق فتتهمونه بأنه مخرب. العار عليكم بإدارتكم، العار عليكم بعدالتكم؛ الموت للمسؤولين عديمي الشرف» ومن ثم هاجمتهم القوات الحکومیة وأطلقت عليهم الغاز المسيل للدموع وفتحت النار عليهم. وأدت الهجمات إلى إصابة سبعة مزارعين بجروح. فيما أحرق المواطنون إطارات السيارات لمواجهة الغاز المسيل للدموع. وإني استغل هذه الفرصة‌ لأحيّي المزارعين المنتفضين والمضطهدين، کما أدانت المقاومة‌ الإیرانیة‌  الهجوم الإجرامي للقوات القمعية وإصابة عدد منهم، ودعت عموم المواطنين وشباب أصفهان إلى دعمهم والتضامن معهم واستخلص النتیجة‌ هنا في مستهل کلامي بأن الانتفاضة‌ مستمرة‌، ولن تخمد إلی یوم إسقاط نظام الملالي، کما دعت هذه الأیام الهيئة الإجتماعية لمجاهدي خلق في داخل البلاد عشية الربيع، وبمناسبة “جارشنبه سوري” الثلاثاء المقبل، إنه مهرجان يحتفل به مساء يوم الثلاثاء الأخير في السنة الإيرانية الذي يسبق عيد  نوروز، دعت أبناء الشعب الإیراني إلی رفع راية الانتفاضة من أجل أن تشحذ ألف معقل للتمرد على غرار”أشرف” لیشعلوا النار تحت أقدام الملالي مواصلة‌ انتفاضتهم ولتصبح كل زقاق خندقا، وكل بيت قلعة وكل شارع وحي ساحة لمعارك الحرية.

وأعود إلی سؤالكم وأشیر بأنه يعود تاريخ نضال العمال الإيرانيين إلى قبل أكثر من 120 عاما، حيث كان أول مرة إضراب عمال المطبعات عن العمل من أجل رواتبهم في إيران. في عهد الحكومة الوطنية الراحل الدكتور «محمد مصدق» الزعيم الوطني الإيراني، وحصل العمال الإيرانيون على رواتب ومزايا جيدة نسبياً. تم تبني قانون العمل عندما لم يكن الشاه قد فرض سلطته بالكامل في إيران، وكان لدى العمال الإيرانيين تنظيمات عمالية ذات رصانة ليس فقط في إيران فحسب، وإنما أيضًا على المستوى العالمي.

ولكن عندما جاء نظام خميني على السلطة بشعار دعمه « للمستضعفين» ودعم المحرومين حاول لمدة طويلة يتجاهل حقوق العمال،  بل بدأ يستخدمهم  لأهدافه الحربية وبشكل تدريجي قام بإزالة جميع التنظيمات العمالية. ويتذكر عمالنا أنه على مدى ثماني سنوات من الحرب المدمر، تجاهل خميني باستمرار كل المطالب العادلة  لاسيما حقوق العمال في إيران، تحت ذريعة الحرب، ووصف أصحاب هذه المطالب بأنهم الرتل الخامس للعدو.

اقتحم البلطجيون ومحترفو التعذيب التابعون لخميني بمن فيهم وزير العمل الحالي «علي ربيعي» لحكومة روحاني و«علي رضا محجوب» التنظيمات العمالية واحتلوا « بيت العامل» الذي كان تنظيما عماليا مهنيا وبعد ثلاثة عقود لا يزال «علي رضا محجوب» هو رئيس «بيت العامل» الذي فقط يخدم مصالح مؤسسات قوات الحرس ومؤسسات خامنئي ضد مصالح العمال. في إجابة لسؤالك، يجب أن أقول: العنصر الأول والأكثر أهمية في احتجاج العمال في إيران هو لغرض استلام رواتبهم المتأخرة لعدة أشهر في معامل وورش العمل.

بعض المصانع  حتى لم تدفع  رواتب العمال لمدة 14 شهرا. ووفقا لقوانين جميع البلدان، تدفع أجور العامل في نهاية اليوم أو في نهاية الأسبوع أو الأسبوعين وعلى الأكثر في نهاية كل شهر.

العنصر الثاني هو احتجاج العمال بسبب الأمن الوظيفي. لأنهم يقومون بطرد العامل في إيران دون أي هاجس من المعمل. لأنهم جردوا العمال من القانون و لا يؤيد أي قانون أو مؤسسة العمال. أي أن العامل في إيران لا يتمتع بأمن وظيفي ومعرض للطرد في أي لحظة.

ويعيش العمال الإيرانيين تحت خط الفقر وسلبت حقوق العمال إلى حد، بحيث يواجه العمال مشاكل وحواجز غير متوقعة بأهم حقوقهم أي الاعتراف بتنظيمات عمالية منذ عهد خميني لحد الآن.

والحالة مأساوية جدا، حيث إن بعض العمال، الذين لا يستطيعون توفير معاش لأسرهم اليومي  يقدمون على الانتحار جماعيا وعائليا.

* هل التظاهرات العمالية دليل على مأزق النظام الاقتصادي؟

بالضبط النظام الإيراني بعد 39 عاما من حكمه المشين بسبب عدم مواكبة عناصره المكونة أساسا لهذا العصر ولكون حكمه فقط الحفاظ على المصالح الفردية وعلى السلطة، فلهذا يعيش في مأزق وطريق مسدود، حيث تعتبر إضرابات ومظاهرات عمالية  واحدة من تداعياته التي لا مناص منها لأنه أولا، اقتصاديا، وبسبب احتكار الاقتصاد الإيراني في أيدي قوات الحرس والشركات الاقتصادية الكبيرة الموجودة في أيدي الولي الفقيه مثل اللجنة التنفيذية لأوامر الإمام ومؤسسة الشهيد والروضة الرضوية ولا يوجد أي مجال لازدهار الاقتصاد المحلي، أي استثمار الصناعات ولا يوجد إنتاج زراعي، وهما المجالان الرئيسيان للعمل، لأن الاستيراد على أيدي قوات الحرس ولهذا نحن نشهد إغلاق وإفلاس المصانع وعدد كبير من مؤسسات الإنتاج المحلي التي تعد من أهم الركائز الأساسية للضغط على العمال. وثانيا، ينفق النظام الإيراني الكثير من الثروة الوطنية، بما في ذلك النفط والغاز، والبلاد في مشاريع نووية وصاروخية، وخاصة في تدخلاته لإثارة الحروب في سوريا واليمن والعراق وأفغانستان وكازاخستان ويثقل ضغط كل هذه السياسات كاهل الطبقات المحرومة، ولا سيما العمال. وبما أنه ومثلما أوضحنا أنه لا توجد فرص للأنشطة المشروعة للعمال من خلال تنظيمات مهنية لمواصلة مطالبهم قد طفح كيل صبرهم ويضطرون إلى الخروج إلى الشوارع ويطالبون بحقوقهم، من خلال الإضرابات والمظاهرات ولكن بسبب عمق التناقض الموجود في المجتمع بدليل وجود الحكم بيد زمرة فاسدة وتراكم الأموال في أيدي عدد محدود في الحكم، فإن هذه المطالب المهنية تتزاوج بسرعة مع مطالب الانتفاضة  العارمة فتتحول الشعارات المهنية إلى شعارات مناهضة للحكومة. وتجدر الإشارة إلى أنه في إيران حاليا، عشرة ملايين شخص عاطلون عن العمل ونسبة البطالة في البلاد هو 40٪. ويعيش 70 في المائة من القوى العاملة تحت خط الفقر، ويعيش 20 مليون شخص في العشوائيات وضواحي المدن الكبرى.

* كيف ترى مظاهرات “الدراويش الغوناباديين” في طهران؟ ولماذا يخاف “خامنئي” من نفوذهم؟

بعد وصول نظام الملالي إلى السلطة أنه خلق ظاهرة مدمرة تعمل ضد حقوق جميع أبناء الشعب الإیراني بشكل عام وضد الأقليات القومية والدينية بشكل خاص. إذن فإن جميع الأقليات القومية والدينية طفح كيل صبرها من أعمال النظام الجائرة وهي تنتهز كل فرصة للاحتجاجات والإضرابات. وفي المقابل فإن النظام هش وواهن جدا  إلى حد بحيث ليس له القدرة على الصمود أمام أي حركة وكلما يكون باستطاعته يقوم بقمع أي حركة. ويعلم جميع أبناء الشعب الإيراني أن مجموعة «الدراويش الغوناباديين» لم تكن أبداً حركة سياسية  ولكن نفس الحركة الدينية عندما ترى النظام الحاكم أنه لا يخدم أغراضها تشكل تهديدا للنظام، بسبب إفساح أجواء مختصرة في  المجتمع. يخاف خامنئي ليس فقط من «الدراويش الغوناباديين» بل من أي تيار آخر، مثل أنصار «محمد علي طاهري» وأي تنظيم آخر لأنه بسبب طبيعته المتخلفة والرجعية يرى أي نوع من التنظيم المهني أو الديني في طريقه يصبح بسرعة معارضا ضد نظام ولاية الفقيه. كما تناشد المقاومة الإيرانية للاحتجاج والإضراب في أي وقت وأي مكان وتحاول أن تنقل أخبار هذه الاحتجاجات إلى أسماع العالم، ولهذا السبب يخشى النظام من أي تحرك واحتجاج ولكن الخوف  الرئيسي للنظام هو خوفه من الإطاحة به.

وخوف النظام هو أن ترتبط هذه الفروعات معا وتتحول إلى فيضانات، والتي جربت مرة في ديسمبر 2017. أي يخاف النظام من أن ترتبط هذه الاحتجاجات والإضرابات بالمقاومة العارمة وتقتلع أساس النظام.

 

 

*هل تعتقد أن النظام قادر على الصمود طويلا في ظل التظاهرات الواسعة؟

لا يمكن للنظام أبداً أن ينجو من استمرار هذه الانتفاضات وسوف يبذل النظام قصارى جهده لمنعه، لكن لن يتمكن من إيقافه. إذا نظرت إلى خلفية الأمر سترى ذلك.  هذه الانتفاضة بدأت في مدینة‌ مشهد بسبب الغلاء والتضخم والبطالة وبسبب مشاكل معيشية جادة كانت الطبقات الفقيرة تعاني منها ولكن اتسع نطاقها في فترة‌ وجیزة‌ لتنشر إلی 142 مدینة‌ في عموم أرجاء إيران ومن جانب آخرهناك خلفية لهذه الانتفاضة وكانت مواقع التواصل الإجتماعي المنتمية للمقاومة الإيرانية ومنظمة مجاهدي خلق نشطة جدا في أنحاء إيران . هذا يرجع إلى حقيقة أن السياسة الدولية والإقليمية لا تتماشى مع النظام وتساومه مثلما كان سابقا، ويضع النظام في عزلة تامة. كل هذه العوامل تجعل النظام فاشلا في مواصلة حكمه، وستحقق  انتفاضة المواطنين خاصة بوجود المقاومة المنتظمة أهدافها للإطاحة بهذا النظام.

*هل تتوقع موجة ثورة جديدة ضد النظام في عيد رأس السنة الإيرانية؟

نعم يستغل المواطنون بالضبط كل مناسبة للاحتجاج ضد النظام، خاصة مراسيم ليلة الثلاثاء الأخير (جهارشنبه سوري) يشكل صدمة خطيرة لكيان النظام كل عام. ويحول الشباب والمواطنون احتفالاتهم الحافلة بالبهجة والنشاط والقفز فوق النار، إلى حفلة التضامن والصمود أمام الحكومة. كما إعلان التأهب لقوى القمع والقيام بالتهديد والتخويف يظهر خوف وعجز الحكومة أمام هذه الدعوة. وناشدت منظمة مجاهدي خلق الايرانية هذا العام لإقامة الحفلة الوطنية لليلة الثلاثاء المقبل (جهارشنبه سوري) إلى الانتفاضة. وهذه المناشدة لها أهمية للغاية ربما أكثر مما كانت عليه في السنوات السابقة، لأن المشاعل الساخنة لإشعال النار في الأزقة والممرات والشوارع والساحات وفرحة المواطنين وصراخهم وشعاراتهم من أجل الحرية تتحول إلى مركز للتضامن والانتفاضة .

هذا هو السبب في أن رموز النظام بمن فيهم خامنئي يخاف من أي تجمع  خصوصا في الثلاثاء الأخير للسنة الايرانية وعيد «نوروز» كما هو الحال في جميع المجالات، حتى يستغلون اسم الإسلام للحفاظ على النظام الخاص بهم ويقومون بإصدار فتوى للإعلان أن عيد نوروز الذي يعتبر تقليدا للإيرانيين هو ضد الإسلام. إن نظام ولاية الفقيه نظام معاد للإسلام وضد إيران والإنسانية وهو يكره ويحظر أي مناسبة وطنية وجعل الناس سعداء، انظروا إلى كلماتهم الخاصة: علي خامنئي: «لا أساس شرعي لليوم الثلاثاء الأخير(جهارشنبه سوري) ومن المفضل تجنبه». مكارم شيرازي: هذه الأمور (جهارشنبه سوري) ليس لائقا لمسلم!، الملا مرتضى مطهري : «نوروز ويوم الثالث عشر من العيد سيئ الحظ ويوم الثلاثاء الأخير أعمال غبية … ولايمت للإسلام بصلة…وكل هذه الأعمال معادية للإسلام».

لذلك فإن هذا الحجم من الخوف والقلق من جانب بيادق ووسائل الإعلام النظام يعبر عن حقيقة تأثير الانتفاضة ومشاعر الغضب لدى الشعب الإيراني ضد النظام برمته وهو ناتج عن خوف النظام من الظروف المتفجرة للمجتمع وما هو قادم. والنتيجة هي أن الشعب الإيراني، بناءً على دعوة مجاهدي خلق سيستغل أي تجمع مثل يوم الثلاثاء الأخير وعيد نوروز من أجل استمرار الانتفاضة وتحقيقها، لأن صناع الانتفاضة عاقدون العزم على أن هذا النظام لن يصل إلى عامه الأربعين وهذا بدأ منذ ثلاثة أشهر.

*هل تؤيد فرض عقوبات واسعة ضد نظام الملالي؟

نحن طلبنا منذ سنوات  طويلة من المجتمع الدولي والأمم المتحدة والدول الغربية والعربية مقاطعة المؤسسات القمعية والإرهابية للنظام ولكن هذا الأمر أدى إلى تأخير في هذا المجال، بسبب سياسة الاسترضاء والمساومة للدول الغربية مع النظام الإيراني.

لو كانت مقاطعة قوات الحرس وقوة القدس الإرهابية في وقت مبكر ووضعهما في قائمة الإرهاب وأغلقت مواردهم المالية، لما كانت هذه الكوارث تحل اليوم بالشعب الإيراني وشعوب المنطقة، مثل سوريا واليمن ولبنان.

لم نطالب أبدًا في تغييرالنظام  الحاكم  بالتدخل العسكري عن طريق الحكومات الغربية. هذا ما يفعله الشعب والمقاومة والمنتفضون الإيرانيون بالتأكيد. لكن ما نريد من كل العالم  وخاصة الحكومات الغربية هو وقف منح امتيازات لنظام الملالي.

استمرار العلاقة مع هذا النظام عندما يقوم بتعذيب المراهقين والشباب ويقتلهم تحت التعذيب هو امتياز للملالي. كما أن الصفقة مع الشركات التابعة لقوات الحرس معناه إيصال الوقود إلى عجلة القمع الداخلي والحرب مع دول المنطقة. بيع  تكنولوجيا الرقابة على الإنترنت أو أجهزة التعذيب للنظام يساهم مباشرة أو غير مباشرة في قمع الشعب الإيراني. لذلك نعم نحن نريد  فرض أكثر العقوبات الفاعلة والمؤثرة وخاصة لمنع هذا النظام  من الوصول إلى الإمكانيات المصرفية الدولية.

أي عمل من شأنه أن يضيف الإيرادات المالية للنظام فهو تعزيز لهذا النظام. نظام ولاية الفقيه يقاتل ضد الشعب الإيراني ودول المنطقة. نقول للدول الغربية أنه على الأقل يجب أن تكون محايدة في هذه الحرب. يجب على الدول العربية أيضاً أن تتبنى سياسات أكثر حسماً ضد النظام وتطرد جميع القوى التي تعتمد على النظام من الدول العربية وتغلق سفارات هذا النظام.

*كيف ترى دور النظام الإيراني في زعزعة استقرار وأمن الدول العربية؟

الحقيقة هي أن النظام الحاكم في إيران يعتمد على ركيزتين: القمع في الداخل وتصدير الإرهاب والحرب إلى الخارج لا يمكن أن يستمر بدون هذين العنصرين، إن تصدير الإرهاب وإثارة الحروب فقط يخدم في الحفاظ على حكمهم.

ويشهد تاريخ النظام  أنه لا يمكن أن يكون في سلام مع جيرانه ودول المنطقة. انظروا إلى الوضع في سوريا كيف الملالي الشريرون يريدون أن يصيبوا نفس الويلات على المملكة العربية السعودية والبحرين والإمارات العربية المتحدة ودول أخرى في المنطقة أيضا. الملالي يعيشون فقط في تدمير الآخرين. قادة النظام من خامنئي إلى آخرين أصروا مرارا وتكرارا على أنه إذا لم نقاتل في سوريا و العراق واليمن ولبنان فنضطر للقتال في طهران وأصفهان ومدن إيران الأخرى، واليوم أصبح واضحا مع انتفاضة الشعب الإيراني ماذا كانت غايتهم حقا.

لهذا السبب، نقول إن المقاومة والانتفاضة الإيرانية الهادفة للإطاحة بالنظام ليست فقط من أجل تحرير إيران، بل أيضاً من أجل السلام في المنطقة والعالم بأسره.

* كيف ترى تفكيك البحرين لتنظيم ارهابي مدعوم من قبل نظام الملالي؟ ولماذا يستهدف نظام خامنئي البحرين والخليج؟

لقد أكدت المقاومة الإيرانية منذ سنوات عديدة أن نظام ولاية الفقيه ومن أجل الحفاظ على سلطته المتزعزعة في إيران يقوم بتصدير الرجعية والإرهاب (تحت عنوان الثورة). سلطت الانتفاضات الأخيرة الضوء كاملا على هذه الحقيقة. هناك علاقة مباشرة بين أزمة نظام يختنق من السخط المتفجر للشعب، وبين إصرار هذا النظام على إثارة الحروب في الشرق الأوسط.

بقدر ما يعود النظام الإيراني، أينما توجد الاضطرابات والإرهاب وإراقة دماء، نظام الملالي موجود، رغم أن الظروف الدولية تكون ضد النظام  بشدة، حتى خامنئي أجبر على الاعتراف في خطابه في مؤتمر الدول الإسلامية في طهران، بأن نفس المؤتمر كان مقابل مواقف النظام في «القضية اليمنية» و«قضية البحرين».

كما جاء في الأخبار:  اعتقلت البحرين في مكافحتها أعمال الإرهاب عددا كبيرا من عملاء النظام الايراني مع كمية كبيرة من الأسلحة والمتفجرات، مما لا شك فيه أن النظام متورط فيه ونحن نعتقد أن النظام الإيراني هو سرطان لن ينتهي بهذه الاعتقالات، بل سيظهر في مكان آخر، والطريقة الوحيدة لتخليص دول المنطقة من إرهاب النظام هو الإطاحة بنظام ولاية الفقيه، الذي تنشغل به المقاومة والشعب الإيراني. على هذا الطريق، فإن الوقوف صراحة بجانب الشعب الإيراني والاعتراف بالمجلس الوطني للمقاومة كبديل لهذا النظام، هو أشد ضربة للنظام، وفي الوقت نفسه، هو توحيد الجبهة العربية ضد النظام.

 

*هل من الممكن أن يسقط نظام الملالي؟

نعم أجزم هنا أن رسالة هذه المظاهرة وهذه الانتفاضة إلى العالم في كلمة واحدة هي أن نظام الملالي سيسقط والشعب الإيراني عازم لإسقاطه والمقاومة الإيرانية ومنظمة مجاهدي خلق الإيرانية مصممتان لمواصلة الانتفاضة نحو إسقاط النظام.

إن شعار «أيها الإصلاحي، أيها الأصولي انتهت اللعبة وكفى زيفكما»، يتحدث بوضوح عن نهاية النظام. ومن الواضح أن الظروف لن تعود إلى  قبل انتفاضة ديسمبر. لم تعد هذه مجرد وجهة نظرنا، فالعديدون في النظام قلقون بشأن ذلك، فأعطيكم مثالاً واحداً فقط: الخبير الاقتصادي للنظام «حسين راغفر» يقول: «المشاكل الأساسية عام 2017 هي  نفس المشاكل التي كانت سائدة في البلاد على الأقل خلال القرن الماضي.  ومن المستبعد أن هذه المشاكل  أن تنتهي عام 2018.  أدى عدم المساواة إلى العديد من حالات الذل الإجتماعي. الذل الاجتماعي ناتج عن الفقر المدقع في مجموعات معينة تسبب انعدام الأمن في مجموعات مختلفة من المجتمع. إن انعدام الأمن هذا هو السبب في العديد من المعاناة الاجتماعية والاقتصادية، بما في ذلك الفساد الاقتصادي والاجتماعي والفساد في الطبقات الأخرى من الحياة الاجتماعية للبلاد». (صحيفة «نصف جهان » الحكومية – 3 مارس 2018).

ترى كيف يعترفون بالمأزق الذي يمر بنظامهم من داخله وكما أكدت السيدة رجوي  نعتقد أن: أساس هذه الاحتجاجات هو الهزيمة الكاملة لنظام الملالي من حل القضايا الأساسية في المجتمع، بما في ذلك: مشكلة البطالة والغلاء والقمع الاجتماعي والسياسي المتزامن. والحقيقة هي أن: قد غرق النظام برمته في الفساد المالي والسياسي والقضائي. لقد وصلت سياسة النظام التدخلية في المنطقة الى طريق مسدود واستنزفت موارد النظام وبرزت تداعياته السلبية في الداخل.

باختصار ظلت العوامل التي أدت إلى الانتفاضة باقية على حالها وتم تكثيفها.

لقد تصدع جدار الخوف ولا شيء بما في ذلك الاعتقال والقتل والتعذيب لا يمكن أن يمنع تقدم الانتفاضة والإطاحة بالنظام. إن نظام الملالي محكوم عليه بالسقوط والمقاومة الإيرانية هي ضمانة لإيران الحرة والاستقرار والسلام في المنطقة.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى