آخر الأخبارتحليلاتسلايد

«موت الأمل».. الشباب الإيراني الثائر في مواجهة الاستبداد والشعارات الدينية.. حقوقيون يشرحون الوضع في طهران

على مدار ثمانية أيام من معارك الشوارع في إيران وقمع الشرطة للمتظاهرين، في أهم وأكبر مظاهرات غاضبة من النظام الحاكم منذ أكثر من عقد، كان المتظاهرون يرددون في عشرات المدن «المرأة والحياة والحرية» و«الموت للديكتاتور»، رافضين ما يسمى الحكم الديني للجمهورية الإيرانية شعارات الإسلام التي وصفوها بالكاذبة من قبل النظام.

وفي العديد من مقاطع الفيديو الخاصة بالانتفاضة الإيرانية التي تخطت الأسبوع ومستمرة حتى اللحظة وانتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مزق النساء الحجاب وأحرقنه في النيران في الشوارع، بما في ذلك قم ومشهد.

جرأة النساء

وفي مشهد يظهر لأول مرة جرأة وتحدي النساء في طهران، صعدت شابة فوق خزانة مرافق تقص شعرها أمام حشد من المتظاهرين الغاضبين وفي مشهد آخر، خلع الفتيات الحجاب وغطاء الرأس أمام شرطة مكافحة الشغب في تحدي صارخ لقوانين القمع الإيرانية التي تنتهك حقوق النساء.

احتجاجات سابقة

الاحتجاجات السابقة، على الانتخابات المزورة في عام 2009، وسوء الإدارة الاقتصادية في عام 2017، وارتفاع أسعار الوقود في عام 2019، تم قمعها بلا رحمة من قبل قوات الأمن الإيرانية، وهذه المرة قد لا تكون مختلفة.

اتحاد الغاضبين

ومع ذلك، وللمرة الأولى منذ تأسيس ما يسمى بالجمهورية الإيرانية، توحدت الانتفاضة الحالية الإيرانيين وشملت الأثرياء المنحدرين من شقق شاهقة في شمال طهران مع أبناء الطبقة العاملة من جنوبها، وجميع طوائف الشعب الإيراني.
إن التنوع الهائل للمتظاهرين يعكس اتساع نطاق مظالم الإيرانيين، كما يقول المحللون، من اقتصاد مريض وفساد، إلى القمع السياسي والقيود الاجتماعية، وهي الإحباطات التي حاولت الحكومة الإيرانية مرارًا إخمادها وفشلت في سحقها.

لم تكن مهسا فقط سبب الغضب

وفي هذا السياق، قالت شادي صدر، محامية حقوق الإنسان البارزة التي ناضلت من أجل حقوق المرأة الإيرانية على مدى عقدين من الزمن: «الغضب لم يقتصر على موت مهسا فقط، لكن لم يكن من المفترض أن يتم القبض عليها في المقام الأول».

قطع النظام للإنترنت

المعلومات حول الاحتجاجات تظل جزئية في أحسن الأحوال، ولا يزال الوصول إلى الإنترنت معطلاً أو محظورًا بالكامل ، لا سيما على تطبيقات المراسلة المستخدمة على نطاق واسع مثل WhatsApp و Instagram، مما يجعل من الصعب على الإيرانيين التواصل مع بعضهم البعض أو مشاركة التحديثات حول الاضطرابات مع العالم الخارجي.

شهود عيان

ومن جانبهم، قالوا شهود عيان إن المظاهرات، التي امتدت إلى 80 مدينة على الأقل يوم السبت، هي الأكثر قوة وخطورة وجرأة، وهي أكثر حدة بكثير من الاضطرابات السابقة.
تظهر مقاطع فيديو تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي غضب المتظاهرين الذين أضروموا النار في مركبات الأمن واعتدوا على أعضاء من القوات شبه العسكرية الإيرانية التي يطلقها النظام لرهبة المواطنين على نطاق واسع، وفي بعض الحالات التعدي عليهم.

موت الأمل

وعلى نفس الصعيد، قال علي فايز، مدير إيران في مجموعة الأزمات الدولية: «إن السبب الذي يجعل جيل الشباب يخوضون هذا النوع من المخاطرة هو أنهم يشعرون أنه ليس لديهم ما يخسرونه، وليس لديهم أمل في المستقبل»، مشيرًا إلى أن الاحتجاجات أصبحت الآن ميزة منتظمة في إيران.
وأضاف أنه من خلال استمرار عرقلة الإصلاحات، خلقت قيادة الدولة «وضعاً لم يعد يعتقد فيه الناس أن النظام قابل للإصلاح».
وتابع: «أعتقد أن الناس كانوا على استعداد لتحمل نسخة أكثر اعتدالًا من أكذوبة الجمهورية الإسلامية، لكن القيادة رسخت مواقفها وخلقوا هذا الوضع، وهو ما حوّل إيران إلى برميل بارود».

قمع لا ينتهي

وأشار إلى أن القانون الذي يطالب النساء بارتداء أردية فضفاضة وتغطية شعرهن في الأماكن العامة كان أحد أعمدة ما أطلقوا عليه الحكم الديني منذ عقود من الزمن، وكان قد فجر واحدة من أولى الاحتجاجات بعد ثورة 1979 من نساء لم يردن أن يجبرن على ارتداء الحجاب.
وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية أن الرئيس الإيراني الحالي إبراهيم رئيسي دعا في يوليو إلى تطبيق قوانين اللباس المحافظ «بالكامل» تحت ستار الحفاظ على إيران والإسلام.

موقف يدمي القلوب

جدير بالذكر أن خلال الصيف، كثفت شرطة الآداب الإيرانية، التي تقوم بدوريات في الأماكن العامة لرصد طريقة الملابس وطريقة غطاء الرأي، وتطبيق معايير الحجاب، ومن ثم تم إغلاق ثلاثة مقاهي في وسط قم بسبب وجود زبائن بدون حجاب.
وفي موقف يدمي القلوب انتشر بمقطع فيديو على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي الإيرانية في يوليو، ألقت أم نفسها أمام سيارة تقل ابنتها لانتهاكها قواعد الحجاب وصرخت قائلة: «ابنتي مريضة، أتوسل إليكم ألا تأخذوها».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى