آخر الأخبارتحليلاتسلايد

نائب مصري: مصر تمتلك رؤية شاملة للتصدي للإرهاب في الساحل الأفريقي

الإرهاب في الساحل الأفريقي

كتبت: إسراء عبد التواب

 ينشط الإرهاب في منطقة الساحل الأفريقي ليهدد التنمية في القارة الأفريقية التي باتت هدفا وبؤرة جاذبة للتنظيمات الإرهابية المتطرفة، والتي تشن هجماتها في كلاً من مالي والنيجر وبوركينا فاسو وعدداً من البلدان الأفريقية.

ومنذ الإعلان عن خطة أمريكا لإعادة ترتيب الانتشار في القارة الأفريقية، والتي تقضي بتقليل أعداد جنودها،  وتصاعدت المخاوف من الفراغ الأمني الناجم عن ذلك، وتنامي الضربات الإرهابية في عدداً كبيراً من المناطق التي تشهد مواجهات دامية بين جيوش بلدان الدول الأفريقية والتنظيمات الإرهابية التي توطدت علاقاتها بالقبائل، وتعتمد على توطين الإرهاب في البلاد.

سد الفراغ الأمني

وهو ما دفع فرنسا التي تتربع على رأس الدول الأوروبية التي لديها قوات في منطقة الساحل الأفريقي، إلى محاولة سد الفراغ الأمني المستقبلي، بتوجيه عدة ضربات قوية إلى التنظيمات الإرهابية في منطقة الساحل، كان أبرزها مؤخراً النيجر.

إذ نجحت وزارة الدفاع النيجيرية بالتعاون مع فرنسا في تنفيذ عملية عسكرية في البلاد، أسفرت أمس، الجمعة، عن مقتل ما يقرب من 120 إرهابياً، في خطوة تبدو استباقية لإرباك التنظيمات الإرهابية التي بدأت في استعادة نشاطها منذ الإعلان عن خطة ترتيب إعادة الإنتشار الأمريكي في الساحل.

ولم تسفر العملية عن إي إصابات في صفوف الجنود النيجيرين أو الفرنسيين،  وهو ما جعل وزير الدفاع النيجري، يثني على التعاون مع فرنسا في معركة بلاده مع الإرهاب.

معاناة النيجر من الإرهاب

وتعتبر النيجر من بين الدول الأفريقية التي تعاني من ويلات الإرهاب المستشري في القارة الأفريقية، والذي تكافحه منذ عام 2015 إلى جانب مالي، مما تسبب في نزوح ما يقرب من 78 ألف شخص.

وهو ما دفع فرنسا إلى تعزيز وجودها العسكري في مناطق غرب أفريقيا من خلال إرسال ما يقرب من 600 جندي ليضافوا إلى عدد قواتها في الساحل البالغة 4.500، والموجودة في إطار عملياتها العسكرية.

ولا تبتعد مالي عن حجم المعاناة التي تحصدها النيجر جراء الإرهاب الذي يعطل التنمية الاقتصادية، ويلتهم كل الخطوات لإقرار الأمن والاستقرار.

إذ اعترف الرئيس المالي إبراهيم بوبكر كيتا، أمس، أن بلاده ككل بلدان الساحل على مفترق طرق بسبب الإرهاب الذي ينمو ويتطور في المنطقة ليهدد الانتعاش الاقتصادي وجهود التنمية.

فتح قناة للحوار

وهو ما دفع الرئيس المالي إلى التلويح خلال الأيام الماضية في حواره مع قناة فرانس برس باحتمال إجراء مفاوضات مع الجماعات الإرهابية التي تنشط في مالي، والتي استطاعت أن توطد علاقات مع القبائل هناك لضرب الجيش، إلى جانب استغلال الموارد المتواضعة في البلاد لشن مزيداً من الهجمات على الساحل الأفريقي، في ظل غياب الموارد الدفاعية التي تبلغ نسبتها 25% من الميزانية السنوية للدفاع والأمن، وهو ما فرض على الرئيس المالي أن يقوم بالتلويح إلى احتمالية فتح قناة حوار مع التنظيمات الإرهابية.

فماهي الحلول التي قد تسد الثغرات الأمنية التي تعاني منها منطقة الساحل في المستقبل؟

النائب المصري، طارق رضوان، رئيس اللجنة الأفريقية بمجلس النواب، أكد أن مصر هي من تمتلك الرؤية الشاملة لسد الفراغ الأمني في منطقة الساحل الأفريقي، لقدرتها الاستراتيجية في التعامل مع التنظيمات الإرهابية، عبر تدريب الجنود في البلدان الأفريقية في بعض البلدان لمواجهة التنظيمات الإرهابية.

رؤية شاملة لمواجهة الإرهاب

يستطرد «رضوان» في تصريحات خاصة لـ «صوت الدار» أن مصر تمتلك أيضا استراتيجيات التحرك لأنها الوحيدة التي عانت من ويلات الإرهاب ولديها خبرات تراكمية في التعامل مع التنظيمات الإرهابية التي واجهتها على الأرض فعليا علي مدار السنوات الماضية، لأن الإرهاب بات يهدد الأمن القومي للمنطقة، وينعكس بالسلب على أمن دور الجوار.

وفي مقارنة بين القوات المصرية والقوات الأجنبية الموجودة على منطقة الساحل الأفريقي، رفض «رضوان» تلك المقارنة أو التطرق لتسمية قوات بعينها، مؤكداً أن مصر دائما عندما تتجه إلى القارة الأفريقية لمواجهة التنظيمات الإرهابية يكون لديها هدف حقيقي في إقرار الأمن والاستقرار، وليس لديها أطماع مثل باقي الدول.

مستطردا: «مصر علي العكس من ذلك تمتلك رؤية شاملة متجردة من أي مصالح وأي أهواء سوى ضمان الأمن والسلم للقارة الأفريقية التي عانت الويلات من الإرهاب».

ولفت رئيس اللجنة الأفريقية بمجلس النواب، أن مصر تريد مستقبل أفضل لأفريقيا ومنطقة الساحل، لأن نسبة الشباب الموجودة في القارة السمراء تبلغ 70%من سكانها، وهي نسبة ليست هينة وتحتاج إلى التأهيل حتى لا تكون عرضة للوقوع في براثن الإرهاب المدمر الذي يقتات على موارد وثروات القارة ، وهو ما تأمل فيه مصر بعد إطلاقها مبادرة تشكيل قوة لمكافحة الإرهاب في أفريقيا، إلى جانب الدعوة لإقامة قمة أفريقية تناقش تلك القضايا الملحة المتعلقة بالإرهاب واستقرار المنطقة دون قلاقل أو جرائم منظمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى