آخر الأخبارتحليلاتسلايد

«نبتة البحر» تهدد بتحويل تركيا لمصدر كوارث بيئية.. وأردوغان يكتفي بالتعليق

لا تكاد تركيا تجنو من كارثة، حتى تداهمها أخرى، تزامنا مع حالة إهمال يعانيها الداخل التركي، جراء عدم توجه النظام للأوضاع الداخلية، والعمل على حلها (..) الأزمة هذه المرة باتت تنذر بكارثة بيئية مرتقبة؛ دون جاجة لتدخل قوي يعيط التوازن إلى نصابه، فيما اكتفى الرئيس التركي رجب أرجوغان بمجرد التعليق. 

تأكيد علمي

بدأت تفاصيل الكارصة تتكشف عندما أعلن علماء أتراك أن اندلاع «الحمأة اللزجة السميكة أو نبتة البحر» في بحر مرمرة التركي، والذي يربط البحر الأسود ببحر إيجه، يهدد بكارثة بيئية إقليمية.

وغطت طبقة رمادية معروفة باسم الصمغ البحري أو المخاط البحري، سواحل إسطنبول والمراكز الحضرية الرئيسية الأخرى المحيطة بمرمرة في أوائل مايو.

شبيه المخاط

وتلك المادة الشبيهة بالمخاط عبارة عن نمو للطحالب المجهرية، تخنق الحياة البحرية وتمنع أشعة الشمس من الوصول.

وقال عالم الأحياء المائية ليفينت أرتوز إنها «مسألة وقت فقط» قبل أن يمتد صمغ من بحر مرمرة إلى البحر الأسود وبحر إيجة.

وقام فريق أرتوز البحثى المكون من حوالي 20 خبيرًا بمراقبة 450 موقعًا في بحر مرمرة منذ بداية عام 2021، قبل أن تنتشر المادة اللاصقة عبر معظم سطح البحر.

وقال أرتوز: إن الكارثة التي من صنع الإنسان تتشكل منذ عقود، وتفاقمت بسبب التصريف غير المنضبط للنفايات الصناعية والسكنية في المياه، كما أضعفت النظام البيئي لبحر مرمرة بشكل لا رجعة فيه.

نقص الأكسجين

وحذر أرتوز من أن الصمغ لا يمكن أن يتحلل بسبب نقص الأكسجين في بحر مرمرة. وقال : ما يححدث على وشك أن تصبح مشكلة دولية، ممر بيولوجي يمكن أن يحمل المادة بسرعة، وحث الدول المجاورة على اتخاذ الاحتياطات.

أدى الصمغ بالفعل إلى تقليل تنوع الأسماك بشكل كبير في مرمرة خلال ما يزيد قليلاً عن عام.

وأضاف أرتوز: انخفض عدد الأنواع البحرية في محطة واحدة إلى 20 نوعًا من أصل 200 في العام الماضي، اختفى 60 في المائة من الأنواع.

وتعتبر هذه هي النتيجة الأسوأ منذ عام 1954 عندما بدأ علماء الأحياء لأول مرة في تقييم بحر مرمرة، وفقًا لأرتوز.

خطة عمل بلا جدوى

ووصف الرئيس رجب أردوغان الأزمة البحرية بـ «الكارثة» في يونيو، عندما أعلن عن خطة عمل للمساعدة في تخفيف آثارها، بما في ذلك تنظيف الطبقة السطحية.

ويعتقد أرتوز أن مثل هذه الإجراءات تذهب سدى لأن المادة قد تغلغلت بالفعل في المياه العميقة لمرمرة. ويضيف أرتوز أن النفايات غير المعالجة وتصريف مياه الصرف الصحي في المياه العميقة يجب أن يتوقف على الفور، مستشهداً بقنوات التصريف المضافة حديثًا من المدن المجاورة لإسطنبول إلى مرمرة.

ويعتبر مرمرة الآن بحر ميت بعد ثلاثة عقود من التلوث الشديد، وهناك آمل ألا تعاني البحار المحيطة بنفس المصير اذا ما بدأ التنظيف والمعالجة قريباً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى