نجاد يشعل النار.. صراع في بيت المرشد يهدد بسقوط نظام الملالي

كشف كاتب إيراني مقرب من  نظام الملالي عن معركة تكسير العظام  بين أجنحة نظام خامنئي، ودور الرئيس السابق أحمدي نجاد في إشعال الصراع بين المحافظين والإصلاحيين، وكذلك داخل تيار المتشددين في إيران.

نجاد المتمرد

وقال الكاتب الإيراني المقرب من الحرس الثوري، عبدلله عبدللهي، إن أحمدي نجاد يصر على لعبته في توجيه الانتقادات للمرشد الأعلى، فيما هو أي “نجاد” يسعى  لتأسيس ديكتاتوريته الخاص.

ويشكل احمدي نجاد أبرز صقور تيار المحافظين، وحظي بدعم قوي من رأس نظام الملالي “خامنئي” في انتخابات 2009، ولكن في نهاية 2017  وجه “نجاد” انتقادات لاذعة للمرشد والسلطة القضائية والتي يرأسها أحد قائد المحافظين “صادق آملي لاريجاني”.

وقال “عبدللهي”، إن أحمدي نجاد كتب مؤخرا رسالة لمرشد الثورة الايرانية وطلب تطبيق عدة أمور، ابرزها اجراء الانتخابات المبكرة والحرة وايضا تغيير احدى قوات النظام الثلاثة وهي القوة القضائية بالكامل.

وأضاف “عبد اللهي” ما يحدث من خلاف ما بين الإصلاحيين بقيادة أحمدي نجاد والقوة القضائية هو محاولة من نجاد للبدء بتشكيل ديكتاتورية كما يزعم، بحسب وكالة تسنيم.

صراع في بيت المرشد

وخلال الأيام الماضية لعب نجاد دورا في إشعال النار داخل بيت “المرشد” حيث يدور صراع مرير على السلطة، بين أجنحة النظام في  مقدمة الرئيس الإصلاحي حسن روحاني، وعائلة صانعة الملوك في ايران  عائلة “لاريجاني” وفي مقدمتهم رئيس السلطة القضائية صادق آملي لاريجاني، بالإضافة إلى قادة الحرس الثوري.

وكشف “نجاد” في 16 فبراير 2016، أن «فاضل لاريجاني» تقاضى 300 مليار ريال إيراني (8.5 ملايين دولار)، كرشوة من أحد المسؤولين في حكومته، حتى يقنع شقيقه (رئيس القضاء) بإغلاق أحد ملفات الفساد.

وشهد الصراع بين روحاني ولاريجاني تصعيدا كلاميا وتلاسنا لفظيا شديدين بين جناحي من أجنحة السلطة في الجمهورية، رغبة الاستقلال في روحاني، والجناح الآخر متمثلا في صادق لاريجاني.

في أكتوبر الماضي، اشتعلت حرب كلامية بين، لاريجاني وروحاني، حيث وصف لاريجاني، حسن روحاني، أنه عاطل وأنه قد ترك البلاد وشأنها منذ أربع سنوات وسعى وراء الاتفاق النووي، كأنه لا تُوجَد أعمال ومشكلات في البلاد.

هذا الرد جاء عقب هجوم شنه روحاني على القيود المفروضة على الرئيس الأسبق، محمد خاتمي، وانتقد أيضا جهات اعتقلت عددا من المقربين منه كشقيقه وشقيق نائبه، وكذلك أيضًا عددًا من حلفائه الإصلاحيين. وقال صراحة: “ربما بعض الأجهزة عاطلة ويجب أن تنشغل بشيء، وهي مضطرة لاستدعاء بعض الأشخاص”.

روحاني والحرس

في إيران الأمور لم تقف عند لاريجاني وروحاني، بل امتدت إلى الحرس الثوري، في 2014، عبر روحاني بجرأة وصراحة للحرس الثوري وقادته أن السياسة ليست مكانهم المناسب وعليهم ألا يتدخلوا في السياسة؛ في رغبة منه أن يبعد هم أو يُثنيهم عن إفساد مخططاته الانفتاحية والتوافقية الجديدة مع دول الغرب، وهذا أمر  لم يرتضوا كثيرا، إذ تبين لهم أن مؤسسة الرئاسة لديها رغبة في استقلال القرار.

ويسيطر الحرس الثوري على  مقاليد الأمور، حيث سيطروا على نحو 40% من اقتصاد البلاد، كما يشكلون القوة العسكري الأقوى وكذلك صدام  حول برنامج الصواريخ البالستية.

ويبقى صراع  أجنحة الحكم في إيران ظاهرة لشيخوخة  نظام الملالي ومؤشر على اقتراب التغيير داخل النظام أو سقوطه ، مع وفاة  “خامنئي” والتي معها قد تفكك بنية نظام الملالي وتنتصر ثورة الشعب على قيود أغلال آيات الله.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى