آخر الأخبارتحليلاتعرب وعالم

هؤلاء لم يباركوا مقتل «البغدادي» والسبب؟

مقتل «البغدادي»

كتبت: إسراء عبد التواب

 أنهى مقتل زعيم تنظيم داعش الإرهابي صفحة سوداء من التاريخ الدموي الذي قاده ضد العالم، بعد استهدافه من قبل غارة أمريكية على مخبأه في قرية بريشا في أدلب بسوريا على الحدود التركية، وهو ما جعل العالم يبارك مقتله، وكان في مقدمتهم الرئيس الأمريكي، دونال ترامب الذي قال عنه قتل: «مثل كلب.. لم يمت بطلا بل جبانا، كان يبكي وينتحب ويصرخ وهو يركض في نفق مسدود حفر لحمايته».

اقرأ ايضا..القصة الكاملة لمقتل «البغدادي» قبل خطاب «ترامب»

اقرأ ايضا..فيديو جراف| ماهي القوة الخاصة الأمريكية التي قتلت «البغدادي»؟

وتوالت ردود فعل قادة العالم فور الإعلان عن مقتله لتبارك ذلك، في مقدمتها بريطانيا،التي وصف رئيس وزرائها، بوريس جونسون، أنّ مقتل «البغدادي» لحظة مهمة في القتال ضد الإرهاب، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي كتب على حسابه على موقع التدوينات القصيرة «تويتر» قائلا: « إنّ مقتل البغدادي ضربة موجعة لداعش» ، كما رحبت مصر وأثنت على مقتله، وأكدت أنها أولى الخطوات في القضاء على الإرهاب، إلى جانب السعودية، التي ثمنت وزارة خارجيتها جهود الولايات المتحدة الأمريكية في القضاء على قائد التنظيم.

لكن على الجانب الآخر كان يقف رعاه الرايات السوداء غارقيين في الصدمة، ومتشحين بسواد الحزن، على مقتل أحد أذرعهم الإرهابية التي أمدوها بالمال والسلاح، وفي مقدمتها قطر وإيران وتركيا.
تركيا تحاول ركوب موجة القضاء على داعش 
وعلى الرغم من محاولة تركيا تخبأة حزنها على وفاة «البغدادي» والتي كانت أبرز الداعمين له ولمقاتليه من الإرهابيين، حيث زعمت لحفظ ماء الوجه أنها شاركت في التنسيق مع الولايات المتحدة في العملية العسكرية التي قامت بها القوات الأمريكية الخاصة لقتل «البغدادي»، على الرغم من عدم اعلان «ترامب» عن أي جهة شاركته في الكشف عن مخبأ زعيم تنظيم داعش، وهو ما ينسف تصريحاتها.
ودعمت تركيا داعش، ومازالت تدعمه في عدوانها على سوريا، حيث قامت بقصف الأكراد اللذين يحرسون معسكرات لمقاتلي داعش، ما تسبب في هروب عددا من المعتقلين به، وأبدى عددا من المراقبون عن تخوفهم من استخدام تركيا، لمقاتلي داعش خلال عدوانها على سوريا، ليصبحوا مقاتلين لها ضمن ما يسمي «حربا بالوكالة»، كما كشفت عددا من التقارير عن نيه «أردوغان» لاستخدام مقاتلي داعش لنشر الإرهاب في ليبيا،  وتنسجم تلك التخوفات مع سوابق النظام التركي، الذي ظل فيها لسنوات يوفر ملاذات آمنة للتنظيم الإرهابي على الحدود، إلى جانب توفير معاقل للتدريب لزعزعة أمن واستقرار العالم.
إيران تسخر من أمريكا
أما إيران فقد هاجمت مقتل «البغدادي» ولم ترحب بها، بل سخرت من إعلان «ترامب»، وأكدت على لسان وزير خارجيتها، عباس موسوي، اليوم الاثنين، إن مقتل أبو بكر البغدادي، زعيم داعش، ليس «خطوة كبيرة»، مدعيًا: «أن داعش تمت هزيمته من قبل إيران ودول آخرى في المنطقة».
إيران تسخر من مقتله
وواصل «موسوي»، في مقابلة مع وكالة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية سخريته من مقتل زعيم داعش: «إننا لا نعتبر هذه الخطوة الأميركية المصحوبة بكثير من الضجيج العجيب والغريب خطوة كبرى، فكلما اقترب موعد الانتخابات يكشفون عن واحدة من أوراقهم للاستهلاك الداخلي»،ليدلل على الموقف الإيراني الباكي على موت أحد أذرعه الإرهابية، وهو يدعي أنه يساهم في القضاء علي الإرهاب، في الوقت الذي يغذي شوكته عبر ميليشياته الإرهابية في كلا من العراق وسوريا، والتي قامت بقتل المتظاهرين المنددين بالتدخل الإيراني في الشرق الأوسط.
مذيعة قطر تتشح بالسواد أثناء تغطيتها لمقتل 
أما قطر وهي إحدى أكبر الدول الداعمة لتنظيم داعش، وجبهة النصرة في سوريا، فقد التزمت الصمت، وتحولت قناة الجزيرة التابعة إلى ما يشبه منبر حداد، دون أن تنبث بكلمة تبارك مقتل أكبر تنظيم إرهابي هز استقرار العالم أجمع، وسخر رواد مواقع التواصل الاجتماعي من فضيحة مذيعة قناة الجزيرة التي أطلت وهي ترتدي ملابس سوداء، أثناء تغطيتها لعملية مقتل «البغدادي»، وأجمع رواد السوشيال ميديا اللذين تداولوا  على نطاق واسع فيديو لمذيعة الجزيرة، والحزن يهيمن عليها، ليحفل عددا كبيرا منهم علي قطر ، ويؤكدون انسجام الحزن مع تنظيم الحمديين الذي مثل زعيم داعش له أحد أهم أذرعه الإرهابية لنشر الفوضي وتقويه شوكة الجماعات الإرهابية في الوطن العربي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى