آخر الأخبارتحليلاتسلايد

هل تحرق النهضة تونس إذا نجحت القوى السياسية في عزل الغنوشي؟

كتبت: إسراء عبد التواب

 تتجه حركة النهضة التونسية إلى إشعال المشهد السياسي في تونس، وهو ما برز جلياً في حالة الصراع المحموم بين حركة النهضة وحكومة إلياس الفخاخ التي تقدمت باستقالتها.

واشتعل المشهد التونسي في الداخل، لينذر بفتيل حرب بين القوى السياسية، تكون النهضة هي المسؤول الأول عن إذكاء الصراع لخنق المشهد السياسي بالداخل.

إذ أقدمت حكومة إلياس الفخاخ على التقدم باستقالتها رداً على دعوة (النهضة) التي يتزعمها رئيس البرلمان راشد الغنوشي، لإجراء ما وصفه (بالحوار من أجل تشكيل حكومة جديدة)، وكان (الفخاخ) قد هاجم النهضة في وقت سابق، بعد دعوتها تشكيل حكومة جديدة، إذ اعتبرها انتهاكا صارخاً للعقد السياسي الذي يجمعها مع مكونات الائتلاف الحكومي.

تظاهرات تونس

وشددّ الفخفاخ على أن دعوة (النهضة) تشكل استخفافا بالاستقرار الحيوي لمؤسسات الدولة وباقتصاد البلاد المنهك، مشيرا إلى أن تصرفات الحركة أضعفت انسجام الحكومة.

وتزامناً مع تلك التطورات في المشهد السياسي التونسي في الداخل، بدأت القوى السياسية في تصعيدها ضد حركة النهضة، فهل تنجح مساعيها في العصف براشد الغنوشي، وعزل حركة النهضة؟

صراعاً عنيفاً

الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، ورئيس وحدة الدراسات الفلسطينية والإسرائيلية بالمركز القومي لدراسات الشرق الأوسط، قال أن تونس ستشهد صراعاً عنيفاً خلال الفترة المقبلة بين القوى السياسية التي ستتمسك برحيل راشد الغنوشي، رئيس البرلمان، لكن حركة النهضة لن تقوم بالتسليم بسهولة، بل ستقود المشهد السياسي إلى مستوى عال من الصراع، وأن المعادلة السياسية في الداخل ستحاول حركة النهضة بكل السبل أن تكون جزءاً منها لعدم ترك الكعكة السياسية للقوى لترشيح بديل لـ (الغنوشي).

وأضاف أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن حركة النهضة قد تقوم بانسحاب تكتيكي، لكنها في الحقيقة لن تسلم بسهولة، وهو ما يثير المخاوف من تصاعد الصراع في الداخل التونسي، وأشار الخبير في الشأن الدولي، أن حركة النهضة ستجهض اختيار أي مرشح من قبل القوى السياسية، وهي تستخدم ما يشبه حق الفيتو لرفضه.

سيناريوهات تنتظر تونس

وحول السيناريوهات التي ستنتظرها تونس خلال الفترة المقبلة وسط الدعوات من جانب القوى السياسية لعزل حركة النهضة والإطاحة بـ (الغنوشي)، قال (فهمي)، أن تونس أمام خيارين الأول هو تمرير مرشح مستقل توافقي وهو السيناريو الأقرب للتفاؤل، أما السيناريو الثاني فهو اتفاق الأحزاب السياسية على تمرير مرشح بعينه ليكون البديل الجاهز لـ (الغنوشي) تحت شعار (مشاركة لا مغالبة) على عكس الشعار السابق الذي قادته حركة النهضة تحت شعار (مغالبة لا مشاركة)، وهو ما ستواجهه حركة النهضة بحدة مواقفها لرفضه والتحفظ على أياً من الأسماء المرشحة، كي تصدر صورة أنها لا تعطل السيناريو، لتأجيل صدامها مع الشارع السياسي أكبر فترة ممكنة لاستمرار  (الغنوشي).

الدكتور طارق فهمي استاذ العلوم السياسية المصري

استخدام سلاح العنف

وحول لجوء حركة النهضة إلى حرق تونس واستخدام سلاح العنف في حال نجاح القوى السياسية في عزل (الغنوشي) قال أستاذ العلوم السياسية، أنه من المبكر توقع هذا السيناريو، لأن حركة النهضة ستقود حالة من عدم الاستقرار في المشهد السياسي، وأن لجوئها إلى العنف قد يكون مؤجل حتى لا تخسر ما تبقى من شعبيتها في الشارع التونسي، لأنه من عدم الذكاء أن تعتمد على هذا الخيار في الوقت الحالي، لكن كل السيناريوهات المقبلة تؤكد أن تونس لن تشعر بالاستقرار في ظل تواجد حركة النهضة التونسية، لأنها لن تتخلى عن الكرسي بسهولة أو تتركه للقوى السياسية لطرح مرشح.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى