يفندها مراقبون.. العدالة والتنمية نحو خسارة الغالبية البرلمانية في تركيا

توقع المراقبون أن ينجح تحالف المعارضة التركية في حرمان حزب العدالة والتنمية الحاكم من غالبيته البرلمانية في الانتخابات المبكرة التي بدأت صباح اليوم الأحد، ما سيدخل تركيا في المجهول في وقت تواجه فيه وضعا اقتصاديا صعبا.

فالاقتصاد الذي شكل لفترة طويلة ورقة رابحة بيد حزب العدالة والتنمية، بات في طليعة المخاوف مع انهيار الليرة التركية ونسبة تضخم زادت عن 10%، ما انعكس على أحوال الأتراك المعيشية.

وبدا أردوغان في أوقات كثيرة من الحملة الانتخابية في موقع دفاعي، فقدم وعودا كثيرة مثل رفع حال الطوارئ سريعا وتسريع عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، إنما فقط بعدما سبقه محرم إينجه مرشح حزب الشعب الجمهوري إلى قطع هذه الوعود.

كما ركز معارضو أردوغان حملتهم ضد النظام الرئاسي الذي سترسيه هذه الانتخابات بعد الموافقة عليه في استفتاء موضع جدل حول الدستور جرى في أبريل 2017 وفاز فيه الرئيس بنسبة متواضعة جدا.

وهذا التحول ضروري بنظر أردوغان لمنح البلاد سلطة تنفيذية قوية ومستقرة، لكن معارضيه يتهمونه بالسعي لاحتكار السلطة بهذا التعديل الذي ينصّ من جملة ما ينص عليه على إلغاء وظيفة رئيس الوزراء ويمنح الرئيس القدرة على ممارسة السلطة بموجب مراسيم.

التغطية الإعلامية للحملات الانتخابات لم تكن متوازنة، في ظل سيطرة أردوغان على المنصات الإعلامية الرسمية، وهو ما يثير قلق عما إذا كانت حججهم وصلت إلى آذان الأتراك في جميع أنحاء البلاد.

واضطر مرشح حزب الشعوب الديموقراطي صلاح الدين دميرطاش الذي كان في ما مضى ينافس أردوغان على المنابر، إلى خوض حملته انطلاقا من زنزانته في السجن حيث يقبع منذ نوفمبر 2016 عند وضعه قيد التوقيف الاحترازي لاتهامه بممارسة أنشطة “إرهابية”.

وسيكون التصويت الكردي من العوامل الحاسمة في هذه الانتخابات المزدوجة، فإن نجح حزب الشعب الجمهوري في تخطي عتبة الـ 10% من الأصوات الضرورية للدخول إلى البرلمان، فقد يخسر الحزب الرئاسي حزب العدالة والتنمية ندها غالبيته البرلمانية.

وعبأت المعارضة جيشا حقيقيا من المراقبين للإشراف على صناديق الاقتراع ولا سيما في جنوب شرق البلاد حيث غالبية من الأكراد، خشية حصول عمليات تزوير قد ترجح الكفة لأردوغان.

وتتكون أكبر أقلية عرقية في تركيا من الأكراد الذين يشكلون خمس السكان ويشكون باستمرار من حرمانهم من حقوقهم في إطار ما يصفونها بـ”المشكلة الكردية”.

وحمل حزب العمال الكردستاني السلاح في 1984 في تمرد دامٍ خلف عشرات آلاف القتلى.

وفي السنوات الأولى من عهده، قام أردوغان بخطوات معقولة لمنح الأكراد مزيدا من الحقوق وفتح محادثات مع حزب العمال الكردستاني. لكن وقف إطلاق النار بين الطرفين انهار في 2015 فيما لا يزال العنف مستمرا مع غياب فرص التوصل إلى اتفاق سلام في أي وقت قريب.

وقد بدأ الأتراك اليوم الأحد الإدلاء بأصواتهم في انتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة تنطوي على مخاطر كبرى للرئيس رجب طيب أردوغان في مواجهة أوضاع اقتصادية في تراجع ومعارضة مصممة على وقف سباقه لتوسيع سلطاته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى