تحليلات

ماذا يفعل «أردوغان» بعد تحرير معسكرات «داعش» في شمال سوريا؟

كتبت: إسراء عبد التواب 

«يوما ما ستستخدم تركيا مقاتلي داعش الأسرى كتهديد لأوروبا والعالم تماما، كما استخدمت اللاجئين السوريين، سنذكّر الذين وثقوا بتركيا بأن صمتهم كان السبب الرئيسي وراء ذلك»..

تحذير أعلنه المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية، مصطفى بالي، في تغريدة له على حسابه الرسمي على موقع التدوينات القصيرة «تويتر»، رسمت مستقبلا مظلما لعودة «داعش» من جديد بالتزامن مع العملية العسكرية التي بدأتها تركيا شمال سوريا.

وخاصة بعد إعلان قوات سوريا الديمقراطية، في بيان منذ قليل، أن القصف التركي طال أحد السجون التي يتواجد فيها معتقلو «داعش».

وأفاد المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية، بأن قصف السجن محاولة تركية لفتح ثغرات في السجن، وإحداث فوضى به، بغية مساعدتهم على الخروج من السجن.

وعلى الرغم من الإدانات الواسعة من دول العالم لتلك العملية في مقدمتها أمريكا، حيث وصف الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أنها غزو تركي للأراضي السورية، إلى جانب كلا من بريطانيا وفرنسا وهولندا ومصر، إلا أن الخطر الحقيقي من تلك العملية يكمن في عودة «داعش» من جديد.

حيث تقوم الأكراد بحراسة معسكرات كبيرة من معتقلي التنظيم الإرهابي، في الوقت الذي يؤكد مراقبون على حتمية حدوث مواجهة محتدمة بين الأكراد وتركيا، مما يشكل خطرا كبيرا على هروب عددا من الدواعش من تلك المعسكرات.

صفقة «أردوغان» مع روسيا لتبني الحياد مع سوريا

أحمد عطا، الباحث في الجماعات الإرهابية بمنتدى الشرق الأوسط بلندن، أوضح دلالات التحرك التركي في هذا التوقيت وأثره على مستقبل تركيا، وداعش، مؤكدا أنه لابد من التوقف أمام محطات مختلفة تتعلق بالتحرك التركي العسكري في هذا التوقيت في ظل الصفقات الثنائية التي تحرك نحوها الجانب التركي،

والتي بدأت بصفقة مع روسيا قبل عدة أشهر عندما قام بشراء صفقة صواريخ اس ٤٠٠ مِن روسيا وهي صواريخ متوسطة المدي وبهذه الصفقة تمكن الرئيس التركي من تحيد الجانب الروسي فيما يتعلق بأي تحرك عسكري مستقبلاً داخل الشمال السوري –

وأكد «عطا» في تصريحات خاصة لـ «صوت الدار» أن قوات سوريا الديمقراطية التي كانت مدعومة من الإدارة الامريكية لعبت دوراً هاماً مع الحلفاء في محاربة «داعش»، حتي نجحت قوات سوريا الديمقراطية ان تلقي القبض عَلِي ١٢ الف عنصر داعشي، وتضعهم في سجون الأكراد وهما الان موجدين، وانسحاب أمريكا يشكل خطورة كبيرة على عودتهم.

خطة «أردوغان» لنقل «الدواعش» إلى ليبيا 

وأضاف «عطا» أن «ترامب» دعا الدول الاوربيةً ان تستقبل عناصر «داعش» الذين يحملون الجنسية الثانية وان يتم محاكمتهم وإعادة تأهيلهم داخل دول مثل فرنسا وألمانيا وبريطانيا وبلچيكا، لكن  العالم رفض، وهو ما انتهزه «أردوغان» ليقود عملية عسكرية في تركيا بهدف إنشاء منطقة آمنة على الحدود، وفي الوقت ذاته يدخل مواجهة مع الأكراد، مقابل نقل الدواعش لشمال افريقيا وتحديدًا في ليبيا التي يخطط لها الجانب التركي للاستيلاء عليها بشكلٍ كامل، حتي أصبحت وحدات عسكرية تركية تقاتل لحساب حكومة الوفاق –

وأشار «عطا» أن انسحاب أمريكا سيقلل الأعباء والتكاليف التي كانت تتحملها الادارة الامريكية خلال السنوات الماضية في نفس الوقت، تشكل تهديدا كبيرا لعودة «داعش».

مطامع تركيا من وراء العملية العسكرية

وعددا «عطا» المطامع التركية التي دفعت بـ «أردوغان» لمثل تلك العملية في مقدمتها التحرك نحو حلم القضاء علي الدولة الكردية التي تمتد من شمال سوريا حتي شمال العراق نظرا للصراع التاريخي بين تركيا وحزب العمل الكردستاني، كما ان هناك اطماع اقتصادية في حالة سطرت تركيا علي شمال وشرق سوريا لانها غنية بالموارد الطبيعية –

ولهذا نجد ان المتحدث الاعلامي لجبهة النصرة المدعومة من تركيا منذ ظهور «داعش» عام ٢٠١٤ قد أيد وبارك التحرك التركي نحو الشمال السوري باعتبار ان جبهة النصرة الجناح العسكري التكفيري للأتراك في دولة الشام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى