تلميح روسي بتورط أمريكا في تسريبات نورد ستريم.. هل تلك حقيقة أم حرب كلامية؟ وما مصلحة واشنطن في الأمر؟

ليست قضية خط نورد ستريم للغاز هي ما تثير القلق فقط في الحرب الروسية الأوكرانية، التي قامت الأولى بشنها على الثانية منذ أواخر شهر فبراير الماضي.

بل أن مصادر الطاقة بشكل عام هي ما يثير كل القلق، وذلك كونها ورقة ضغط تحاول كل دولة وكل طرف من أطراف الصراع أن يقوم باستغلالها لصالح الاستغلال الذي يراه أمثل.

ومصادر الطاقة تمثل شريان الحياة بالنسبة للتطور التكنولوجي وغير التكنولوجي الذي وصل إليه الإنسان منذ وجوده وحتى الآن، ولو انقطعت تلك المصادر فجأة.

تسريب في خط نورد ستريم الذاهب إلى أوروبا.. اتهامات بالتخريب ودعم أمريكي لحلفائها.. هل يؤثر ذلك على مستقبل الطاقة؟

لسوف تغلق المصانع ولن تنار المصابيح في الشوارع، ويعود الكوكب إلى عصر مظلم مثل العصر الحجري، وهو ما تخشاه أوروبا أكثر شئ في الفترة الحالية.

تصريحات قوية

ومنذ أن تم الإعلان عن حدوث تسريب في خط أنابيب نورد ستريم، والتصريحات المتداولة من روسيا تجاه الغرب، ومن الغرب تجاه روسيا، قوية للغاية.

ومن تلك التصريحات ما قاله المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية، حينما أشار إلى أنه من الواضح جدًا الجهة المسؤولة عن التخريب الذي قد حدث في هط الأنابيب.

مشيرًا إلى أنه بالرغم من أنه لم يعرف بعد الشخص الذي قام بتلك الفعلة، وأن النقاش حول الأمر لا يزال دائرًا إلى أن الجهة معروفة مصلحتها تجاه ما حدث.

اتهام روسيا

وفي هذا الصدد، قام الاتحاد الأوروبي بتوجيه اتهامه حول شبهة عمل تخريبي قد تم وهو المتسبب في تسرب الغاز من خطوط الأنابيب تلك.

وكان قد توعد أيضًا برد فعل قوي على أي نية متعمدة من أجل تعطيل البنية التحتية للطاقة، التي تقوم بتوصيلها من الأراضي الروسية إلى الدول الغربية في اوروبا.

حرب من نوع آخر.. البحر يمتلئ بمصادر الطاقة الأوروبية بعد حدوث تسريب.. هل الأمر مقصود؟

وقد نشر شارل ميشال رئيس المجلس الأوروبي عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر، أنه يبدو أن هناك أعمالًا تخريبية في نورد ستريم هدفها الأساسي هو تعطيل إمدادات الطاقة إلى الاتحاد الأوروبي بشكل أكبر مما هي متعطلة.

عمل إرهابي دولي

يأتي هذا في الوقت الذي قامت فيه الأجهزة الأمنية بروسيا، ببدء التحقيق في عمل إرهابي دولي من الممكن أن يكون المتسبب في عمليات التخريب التي حدثت في خطوط الأنابيب.

وذلك بحسب النيابة العامة الروسية، التي قالت في بيان لها عبر التلجرام، أن حادث نورد ستريم هذا قد وقع في أحد المناطق التي تسيطر عليها الاستخبارات الأمريكي.

وكان الكرملين قد أوضح أنه من السخف أن يتم الاعتقاد أن روسيا هي المتسببة في ذلك التسريب، في تعبير منه عن الرفض القاطع لتلك الاتهامات.

وأشارت تقارير إعلامية عديدة إلى تصريح الرئيس الأمريكي جو بايدن، حول نورد ستريم، حينما قال في بداية الحرب الروسية الأوكرانية أنه سوف يضع حدًا لنورد ستريم 2.